لم تحتجْ هيئة تحرير الشام المنبثقة عن جبهة النصرة و داعش الكثير من الوقت بعد احتلالها سوريا لتخلعَ قناعها الذي ارتدته هي و من انبثقت عنهم طوال خمسة عشر عاماً.
القناع الذي صدَّقه كلُّ جاهل ، و أقنع نفسه به عنوة كل طائفي تافه.
فنحن نقترب من إعلان التطبيع “السوبر رسمي” بين الكيان و الحكومة السورية الجديدة.
و أقول هنا سوبر رسمي لأن التطبيع قائم و الاعتراف بالعدو موجود ، من خلال التصريحات و اللقاءات السرية و العلنية ، حتى صرنا نرى مسؤولين يشغلون مناصب في الحكومة السورية الجديدة ، يجرون مقابلات على القنوات الصهيونية!،و كان آخرها ظهور علي الرفاعي مدير الإعلام في وزارة الإعلام السورية على قناة “كان” الصهيونية.
في الوقت الذي نجد فيه دولاً كالبرازيل و جنوب أفريقيا و غيرها الكثير من الأمثلة قطعت علاقتها بالكيان نصرةً لأطفال غزة ، و نرى الحكومة السورية الجديدة تلهثُ وراء التطبيع،غير مكترثة بالجرائم التي تحدث في غزة.
فهل رؤساء البرازيل و جنوب أفريقيا سيدخلون النار كونهم غير وهابيين و الشرع و الشيباني إلى الفردوس الأعلى؟!
من قرأ المشهد منذ خمسة عشر عاماً لا يستغرب ما يجري ، لكن يحزنه أن البعض ينظرون إلى أحمد الشرع و كأنه بطل قومي؟!و هو مجرد إرهابي مطبع مجرم.
و قد حان الوقت لنسأل، هل رُفعت العقوبات من أجل التطبيع؟ و هل الكيان الصهيوني أهم أولوياته التطبيع؟ ، الإجابة لا..
حيث ستكشف الأيام القليلة القادمة أن الخطة الثانية الموكلة للجولاني هي التخلص من الفصائل الفلسطينية ، و تنفيذ هجمات على حزب الله من داخل لبنان و خارجه باستخدام شعارات طائفية قذرة ، و بدعم صهيوأمريكي ، وها هي الحكومة السورية الجديدة الآن تعتقل قيادات فلسطينية و تلاحق أخرى و تمارس التعبئة الطائفية ضد حزب الله تمهيدًا لما يلي ، عدا عن التعاون الأمني و الاستخباراتي الذي كُشف جانب منه عندما تم تسليم جثة الجندي الصهيوني “فيلدمان” .
و كون حزب الله و المقاومة الفلسطينية و المقاومة عموما دافعت، وتدافع ، و ستدافع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة ونصرت، وتنصر، وستنصر هذا الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة ، و كون حكومة الجولاني بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه تدور جميع تحالفاتها في فلك الصهيوني وتصبُّ كل تحركاتها على الصعيد السياسي و الأمني منذ احتلالها دمشق في مصلحة الصهيوني .
فليس من المبالغة أن نقول إن الجولاني شريك في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني !
أبو الأمير-القدس