كُلُّ شيء كان مختلفاً ومؤتلفاً
وقفتُ على المحطّة.
كنتُ مهجوراً كغرفة حارس الأوقات في تلك المحطّة.
كنتُ منهوباً يُطِلُّ على خزائنه
ويسأل نفسه: هل كان ذاك الحقلُ، ذاك الكِنْزُ لي؟ هل كان هذا اللازورديُّ المبلَّلُ بالرطوبة والندى الَليْليِّ لي؟
هل كُنْتُ في يوم من الأيام تلميذَ الفراشة في الهشاشة والجسارة تارةً، وزميلَها في الاستعارة تارةً؟
هل كُنْتُ في يوم من الأيام لي؟ هل تمرض الذكرى معي وتصاب بالحُمَّى؟
أَرى أَثَري على حجر، فأحسب أَنه قَمَري وأُنشد واقفاً: طَلَليَّةٌ أُخرى وأُهلك ذكرياتي في الوقوف على المحطّة.
لا أُحبُّ الآن هذا العشب، هذا اليابسَ المنسيَّ، هذا اليائسَ العَبَثيَّ، يكتب سيرة النسيان في هذا المكان الزئبقيّ.
ولا أُحبُّ الأقحوان على قبور الأنبياءِ.
ولا أُحبّ خلاص ذاتي بالمجاز، ولو أرادَتْني الكمنجةُ أن أكون صدىً لذاتي.
لا أُحبّ سوى الرجوع إلى حياتي، كي تكون نهايتي سرديَّةً لبدايتي.
بصوت محمد الدّجاني – القدس، فلسطين