في هذا الكون الذي يعمل بقوانين دقيقة ومترابطة، يبدو أن الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وخاصة ما تشهده غزة من حرب إبادة وحشية، ليس مجرد مأساة إنسانية أو انهيار للقيم والأخلاق. بل إن هذا الظلم يمثل اختلالًا عميقًا في بنية النظام الكوني نفسه. الفيزياء الحديثة تخبرنا أن كل فعل أو حدث في الكون، مهما بدا صغيرًا أو محليًا، له تأثير على الكل.

الظلم الفلسطيني والانهيار الكوني: منظور فيزيائي
وفقًا لنظرية الأوتار الفائقة (String Theory)، التي تعد واحدة من أهم النظريات في الفيزياء الحديثة، الكون ليس مجرد مجموعة من الأجزاء المنفصلة، بل هو شبكة معقدة من الاهتزازات والأنماط التي تربط بين أدق تفاصيل المادة والطاقة. هذه النظرية تحاول توحيد القوى الأساسية في الكون (مثل الجاذبية والقوة الكهرومغناطيسية) في إطار واحد. ووفقًا لها، فإن كل جزيء وكل طاقة، مهما كانت صغيرة، تسهم في تشكيل النسيج الكوني.
بناءً على ذلك، يمكن النظر إلى الظلم البشري، بما في ذلك الإبادة الجماعية في غزة، على أنه اضطراب في هذه الشبكة الكونية المعقدة. الظلم الممنهج الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، عند النظر إليه من هذا المنظور، يشبه تشويشًا يحدث في تردد معين داخل شبكة الأوتار الفائقة. هذا التشويش لا يبقى محصورًا في مكان وقوعه، بل ينتشر ليؤثر على النسيج الكوني بأكمله. الحروب، مثل تلك التي تُشن على غزة، ليست مجرد صراعات محلية؛ إنها تشويه لأنماط الاهتزازات الكونية التي تحافظ على توازن الكون.

حرائق كاليفورنيا كنذير للخلل الكوني
حرائق كاليفورنيا، التي تشهد تزايدًا غير مسبوق في شدتها وتكرارها، قد تبدو للوهلة الأولى نتيجة مباشرة لعوامل مناخية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. ولكن عند النظر إليها من منظور أعمق، يمكن اعتبارها عرضًا من أعراض اختلال شامل في التوازن الكوني.
في إطار نظرية الترابط الكمي (Quantum Entanglement)، التي تنص على أن الجسيمات يمكن أن تكون متصلة ببعضها بغض النظر عن المسافة بينها، نجد أن أفعال البشر ليست منفصلة عن الطبيعة. الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وما يرافقه من انهيار للقيم الإنسانية، يولد طاقة سلبية تنتشر عبر هذا الترابط الكوني.
النظام الكوني يعتمد على توازن دقيق بين القوى المختلفة، سواء كانت فيزيائية أو معنوية. عندما تُنتهك هذه التوازنات بفعل الظلم، يتولد ما يمكن تسميته “صدعًا كونيًا”، وهو اضطراب قد يظهر في صورة كوارث طبيعية، مثل حرائق الغابات أو الأعاصير أو الزلازل.

التغيرات الكونية وأثر الظلم
من منظور الفيزياء الكونية، يمكن النظر إلى الظلم على أنه اضطراب يتجاوز حدوده المباشرة ليؤثر على المنظومات الأكبر. نظرية “الفراغ الكاذب” (False Vacuum)، التي تفترض وجود حالة غير مستقرة في الكون يمكن أن تنهار في أي لحظة، تقدم تشبيهًا مناسبًا لهذا الوضع. الظلم البشري قد يشبه إحداث “خلل طفيف” في هذه الحالة غير المستقرة، مما قد يعجل بانهيار أوسع يصعب توقعه.

القيم والأخلاق كقوى كونية
إذا نظرنا إلى القيم الإنسانية الأساسية، مثل العدالة والرحمة، على أنها قوانين غير مرئية تحكم التوازن بين البشر والطبيعة، فإن انتهاك هذه القيم يمكن أن يكون له أثر يعادل كسر قانون فيزيائي. الحرب على غزة وسقوط القيم المصاحبة لها يمكن أن يُشبه اختلالًا في ثوابت الطبيعة، مما يؤدي إلى ردود فعل كونية تظهر في شكل كوارث عالمية.

نهاية لا مفر منها
العلم والفلسفة يتقاطعان عند نقطة واحدة: الظلم ليس مجرد فعل محلي أو محدود. الظلم ضد الشعب الفلسطيني، وما يعانيه سكان غزة من حرب إبادة، هو نقطة تقاطع بين انهيار القيم الإنسانية واضطراب النسيج الكوني. حرائق كاليفورنيا ليست مجرد كوارث معزولة، بل هي إشارات تحذيرية للبشرية من العواقب الأكبر التي قد تنتج عن إهمالنا للتوازن الكوني.
الحفاظ على العدالة ليس فقط ضرورة أخلاقية؛ إنه شرط أساسي للحفاظ على استقرار الكون نفسه. تجاهل هذه الحقيقة قد يدفع البشرية إلى مواجهة نتائج غير متوقعة، تتجاوز قدرات العلم والفهم الإنساني.

خالد دراوشه – الارذن