بعد سيطرة المسلحين المعارضين المرتبطين بتركيا على الأراضي السورية وإبعاد سوريا عن محور المقاومة، استغلت “إسرائيل” الوضع لفرض سيطرتها وإعادة تشكيل الواقع الميداني. فقد قامت إسرائيل بتدمير البنية التحتية العسكرية لسوريا بشكل كامل، واستولت على أجزاء من أراضيها، مما زاد من تعقيد الوضع الإقليمي.
اليوم، يبدو أن “إسرائيل” تمضي قدمًا نحو هدف جديد يتمثل في تقليص دور تركيا في المنطقة، وصولًا إلى السعي لإبعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه عن المشهد السياسي. إن هذه التطورات لا يمكن فصلها عن السياسات التي تبنتها القيادة التركية ضد محور المقاومة، والتي أدت إلى تداعيات عميقة ليس فقط على سوريا، بل على التوازنات الإقليمية ككل.
إن التورط التركي في دعم بعض الجماعات المسلحة، إلى جانب السياسات التي تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة على حساب أمن واستقرار المنطقة، لم يسهم فقط في إضعاف سوريا كحليف استراتيجي لمحور المقاومة، بل فتح أيضًا الباب أمام إسرائيل لتعزيز نفوذها وفرض وقائع جديدة على الأرض.
في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل قائمًا: هل يمكن لتركيا أن تعيد حساباتها وتتبنى سياسات أكثر انسجامًا مع متطلبات الأمن الإقليمي؟ أم أن استمرارها في هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من التوترات والضغوط الدولية التي قد تقوض موقعها في المنطقة؟
موقع طوفان