أربعة ملايين من شعب الكيان المارق ، اندفعوا الى المخابئ والملاجئ و مجاري الصرف الصحي للاختباء ، بعد ال 400 صاروخ الآتية من الشمال إلى حيفا وما بعد حيفا وما بعد تل أبيب ، وحتى أشدود و أم الرشراش … 400 صاروخ بالعد والتمام لن يطلقها حزب الله في يوم واحد إلّا إذا كان متمكّناً مرتكناً إلى ترسانة راسخة وازنة ، وهو يعد نفسه إلى حرب طويلة متصاعدة بغض النظر عما ستسفر عنه الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار … هل سيحدث هذا …؟ أم أن الكذابين الثلاثة ، نتنياهو وبلينكن و هوكشتاين سيستمرون في لعبة الأكاذيب والمماطلة والتدجيل … وماذا سيفعل جنرالات الإحتلال إن فعلًا صمتت قعقعة السلاح على جبهة لبنان … الجنرالات عادةً ما يبدأون بكتابة مذكراتهم وتجاربهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم في سرد لمذكراتهم ولانتصاراتهم أو هزائمهم … ثم يخلصون الى العبر والنظريات العسكرية التي تبقى ذخرًا للأجيال القادمة… فالجنرال الفييتنامي فو نجوين جياب كتب بإسهاب عن حرب العصابات ضد عدو متفوّق في الامكانيات وفي التسليح وفي القدرات … والجنرال الفرنسي أندريه بوفر كتب عن قيمة الذكاء والقيم المعنوية في الحرب ، أيّ الميتافيزيقيا في الحرب ، والماريشال رومل الألماني ، كتب عن تجربته المبهرة في حروب الصحراء في شمال افريقيا … فماذا سيتحفنا به جنرالات الكيان المارق …؟ هل سيكتب الجنرال هيرتسي هاليفي ، على سبيل المثال ، عن قدراته المتفوقة في تقتيل النساء والأطفال …؟ وفن قصفهم وهم يختبئون في الخيام … أم عن البراعة في تجويع الناس ، وإجبارهم على النزوح من مكان إلى آخر ، ثم قصفهم بكل ما أوتي من قدرات نيرانية تدميرية … ام سيحدثنا عن فن تدمير المستشفيات على رؤوس المرضى والجرحى والكوادر الطبية … ام سيعطينا درسًا في المقدرة على تحديد مكان الصحفيين ثم قتلهم بدم بارد … أم سيبين لنا كيف تمكّن من قتل المسعفين ، وتدمير سيارات الاسعاف… والكيفية التي يستطيع من خلالها أن يمنع أيّاً كان من الاقتراب من الجرحى ، لينزفوا حتى الموت … أو منع المنقذين من الاقتراب من البنايات المهدّمة كي يعطي فرصةً لأولئك الذين دفنوا تحت الأنقاض كيما يموتوا بهدوء ومن دون جلبة … سوف ننتظر بفارغ الصبر مذكرات جنرالات شعب الشيطان المختار ، علّنا نضيف الى معارفنا مسلكيات لأنماط لم تعهدها الإنسانية من قبل في عالم الجريمة والتوحش ، وانعدام مطلق لأي انتماء لبني البشر.
سميح التايه