حزب الله هزم “إسرائيل” وأمريكا استشعرت الخطر!

وبعد توقيع الاتفاق مفاجآت في غزة ستفاجئ الكيان.. فكيف صارت المقاومة الفلسطينية أقوى بعد وقف إطلاق النار بين الكيان وحزب الله؟!

بعد تهديد الكيان لسورية.. السفير الإيراني في دمشق: “على ترامب أن يتحمَّلَ العواقب”!

على وقع التطورات المهمة والخطيرة التي تعيشها منطقتنا وخصوصاً نسق “سوريا لبنان فلسطين” في محور المقاومة الذي يواجه حلف الأعداء، أجرى موقع طوفان حواراً مطولا مع سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق الدكتور حسين أكبري نخلص منه إلى قراءة معادلات مهمة وعناوين كبيرة في عقل المحور للمرحلة القادمة لخصناها في العناوين أعلاها.

وإليكم مضمون الحوار:

  • كيف تقيمون الوضع في معركتنا مع العدو بعد كل المراحل التي مرَّ فيها الطوفان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم… إذا أردنا النظر بشكل واسع إلى كل محور المقاومة مقابل حلف العدو متمثلاً “بإسرائيل”.. وهو حلف لا يضمُّ أمريكا والغرب فقط بل معه دول عربية وإسلامية تساعد الكيان سنخلص إلى أننا أمام توصيف “المقاومة مقابل أعداء المقاومة”.

الحرب وصلت إلى مرحلة معقدة، فالكيان ارتكب جرائم إبادة ومجازر وحشية كثيرة وهذا صحيح.. والمحور يقاوم .. وبنظرة واسعة تحتسبُ الخسائر والإنجازات نرى أن الكيان كان يدعي أنه يمتلك جيشاً لا يقهر والقبة الحديدية عسكريا، ويدعي أنه يقدِّم أفضل نموذج للديمقراطية الحديثة العالمية سياسياً وإعلامياً، فماذا حدث بعد الطوفان؟

بعد طوفان الأقصى وضعت “إسرائيل” لنفسها عناوين ثلاثة هي :

  1. تحرير الأسرى
  2. القضاء على حماس
  3. تشكيل حكومة من دون مقاومة في غزة

ولم تستطع تحقيق أيٍّ من هذه الأهداف فبدا جيشها الذي “لا يقهر” بأنه عاجزٌ عن تحقيق الأهداف في وجه غزة وحدَها وهو غارق الآن في مستنقع غزة ولبنان و قدرته العسكرية تساوي صفراً لأن هذا الجيش لو توقف إمداده عسكريا لشهرين فقط سيهزم!

ما هي الصورة مقابل عناوين الكيان الثلاثة؟

  1. العدو عجز عن تحرير أسراه
  2. المقاومة مستمرة منذ أربعة عشر شهرا في القتال ولديها قدرات لتستمر لسنوات في هذه الظروف
  3. الكيان أصبح مستباحاً أمام ضربات حزب الله الذي يقصف القبة الحديدية مثلا متى شاء!

على المستوى السياسي:

نموذج الديمقراطية “الإسرائيلية” الحديثة في المنطقة تم إسقاطه وتعريته، “فإسرائيل” لم تظهر فقط كمجرمة وعدوة للإنسانية بل هي أبادت مع ظهور حقيقتها المجرمة كل المنظومة الليبرالية الغربية، والغرب لا يستطيع اليوم اليوم أن يقول ويقتنع بأن لديه نظاماً ليبرالياً، لأن “إسرائيل” حطمت الائتمان الذي تملكه الولايات المتحدة الأمريكية!

ولذلك نجد اليوم أنَّ كل الدول والشعوب الواعية والحرة والمحاكم الدولية، وحتى الدول القريبة من الكيان مثل أمريكا وبريطانيا تعلو فيها أصوات ضد “إسرائيل”، وصولاً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

وصحيح أن أمريكا والمحكمة الدولية ليست غايتها ولا تريد الدفاع عن فلسطين ولكنها مضطرة أن تحفظ ماء وجهها..

إذاً بعد 14 شهرا.. هذا حال “إسرائيل” ضاعت منها كل الادعاءات، ووضعت لنفسها ثلاثة عناوين لم تستطع تحقيق أي هدف منهم!

  • وقع حزب الله اتفاقاً لوقف إطلاق النار ورضخت “إسرائيل” لتوقيع الاتفاق، استثمر العدوُّ في هذا المشهد بشكل كبير، وقال بأنه حقق انتصاراً، بعيداً عن كون الاتفاق سيستمرُّ أم لا تبعاً للظروف القادمة، كيف تعلقون على الاتفاق؟!

عادةً يتمُّ تقييمُ نتائجِ الحرب وحجمِ الانتصارات بناءً على الأهداف التي يطرحها الطرفان في بداية النزاع من جهة، وفي أيِّ الظروف تمَّ الوصول إلى الهدنة من جهة مقابلة!

في الشقِّ الأول: عمَّا كان نتنياهو يبحث؟. ما هو عنوانُه وهدفُه في جنوب لبنان؟

أولا:

كان يريد احتلال قسمٍ من جنوب لبنان، وأن يضع شريطاً أمنياً له من جهة؟

ثانياً:

إزاله حزب الله سياسياً وعسكرياً بحيث تبقى يده قادرة على شنِّ أي هجوم على لبنان في أيِّ وقت.

ثالثاً:

انتخاب رئيس جدد من نسقٍ معادٍ لحزب الله في سبيل الوصول إلى نزع حزب الله وعلى هذا الرئيس أن يلتزم أمام “إسرائيل” وأمريكا بتنفيذ ذلك.

رابعاً:

إشعال الخلاف الطائفي بحيث يتم تأليب كل الطوائف ضد حزب الله سياسياً وعسكرياً.

خامساً:

التعديل على شروط القرار 1701 لتصبح ضد حزب الله من خلال وضع قوات أمريكية وغربية تستقر جنوب الليطاني عوضاً عن قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، من أجل ضمان أمن “إسرائيل”.. وهذا يعني احتلال جزء من جنوب لبنان لصالح حلفاء “إسرائيل”.

وبالتزامن مع الاتفاق يأخذ نتيناهو ضمانات من أمريكا.

العدو لم يصل إلى أيٍّ من هذه الأهداف، وهذا واضح لا يحتاج إلى تفصيل، فقد تم الوصول إلى 1701 من دون أي ملحق من طلبات “إسرائيل”، وتم الحفاظ على السيادة اللبنانية، والجيش اللبناني سينتشر في الجنوب وليس قوات أمريكية وغربية، وهذا هو مفاد القرار 1701 من دون أي تعديل أو إضافات.

في الشقِّ الثاني: متى تمّ وقف إطلاق النار؟. في أيِّ ظروف؟

بعدَ كل ما قامت به “إسرائيل” من جرائم في لبنان، لم يتمكن العدو من إزالة حزب الله كما أراد، ولا يستطيع أن يدعي ذلك حتى إعلامياً، بل في المقابل حزب الله كلّ يوم كان اقوى من اليوم الماضي حاضراً في الميدان بدليل عملياتِه المتصاعدة ضد الكيان حتى آخر يوم قبل الاتفاق!

حزب الله كان بإمكانه أن يقصف أي نقطة ليس فقط في الشمال المحتل بل في كل نقطة في فلسطين المحتلة وبأسلحة نوعية.

ومن خلال عملياتِه الضاغطة بقوة على حيفا و”تل أبيب” أجبر ملايين المستوطنين على الدخول إلى الملاجئ عدة مرات خلال اليوم الواحد.. وفي كل حين يفصح الحزب عن سلاح جديد مع مديات جديدة.

فقبل أيام قليلة من الاتفاق أطلق الحزب نحو 400 صاروخ ومسيرة في يوم واحد على الكيان في الأراضي المحتلة..

أعداد قتلى الكيان في ازدياد.. والضغط الداخلي على قادة الكيان يتصاعد مع فشل الكيان في تحقيق أهدافه.

وأصدرت محكمة الجنائية الدولية قرارا باعتقال نتنياهو وغالانت.

“إسرائيل” كانت تملك عنصرين لقوتها العسكرية: “الجيش الذي لا يقهر” كما تقول، والقبة الحديدة.

وهذه كلها شُلَّت أمام ضربات حزب الله.

وفي الوقت الذي ظن الكيان أنه سيعزل الحزب بالخطاب الطائفي، وجدنا الشعب اللبناني كله استقبل حزب الله في بيوته وكان يداً واحدة وقلباً واحداً، ووصل كل الشعب اللبناني إلى أنه لولا وجود حزب الله في لبنان كان الكيان سيجعل لبنان كله غزة ثانية!

في هذه الظروف وقَّعت “إسرائيل” على اتفاق وقف إطلاق النار!

  • بشفافية سعادة السفير لو سمحت، ألن يؤثر هذا القرار برأيكم على مصير غزة سلباً؟.

برأيي أن هذه الخطوة من حزب الله هيأت ظروفاً لغزة، السبب هو:

كل العالم وكذلك الصهاينة في الداخل الفلسطيني المحتل مقتنعون أنَّ “إسرائيل” هزمت أمام لبنان.

“إسرائيل” الآن ماذا ستفعل؟

سترجع إلى غزة.. ماذا ستفعل؟، ما هي أهدفُها؟

ستنفذ عمليات تحت عنوان استعادة الأسرى، ستقوم بذلك بالقوة العسكرية كما كانت طوال 14 شهراً.

حتى توقيع الاتفاق كانت “إسرائيل” تتصوف بادعاء موقف القوة، لكنها بعد الاتفاق هي في موقف المهزوم حتى أمام الداخل، ولن تستطيع تحرير أسراها بالعمليات العسكرية، بل إن المفاجأة هي أنها عندما تبدأ من جديد ستُفاجأ بأن المقاومة الفلسطينية أصبحت أقوى وأكثر تأثيراً، وذلك لأسباب عدة:

  1. المقاومة ستواجه “إسرايل” منهزمة ومنكسرة نفسياً
  2. المقاومة الفلسطينية حافظت على أفضليتها العسكرية
  3. إذا لم يحقق نتنياهو إنجازاً سريعا سيتعرض لضغوط أكبر من الداخل وبطبيعة الحال ستزداد ضغوط حلفاء الكيان عليه بأنه لم يحقق انتصاراً في لبنان وكذلك في غزة.

وهذا سيدفعهم باتجاه التفكير في المفاوضات أكثر.. وسيزيد الضغط سياسياً على الساحة الدولية، فبعد أن استخدم كل أسلحته لتحقيق أهدافِه بما في ذلك سلاح التجويع لم يستطع الوصول إلى الهدف، وبعد انتصار الشعب في لبنان، سنرى انتصارا كبيرا في غزة.

  • تصاعدت وتيرة الاعتداءات الصهيونية على سورية مؤخراً بشكل كبير جدا وخطير، كيف تقرأون ذلك؟

الكيان لم يحقق أي إنجاز من أهدافه، وضاعت منه سرديته، لذا فإن قادة الكيان يحاولون أن يقولوا للداخل الصهيوني بأنهم أقوياء، مع أنَّ كلَّ قوة الكيان محصورة في المقاتلات f35  الأمريكية وكل معداته وأسلحته من الغرب، أي أن أمريكا والغرب هم من يحاربون غزة ولبنان ويس “إسرائيل” وحدها، ولا أحد يحاسب أمريكا على تزويدها الكيان بكل هذا الكم من السلاح!

الكيان يريد توسيع اعتداءاته ومن ضمن ذلك اعتداءاته على سورية ليقول بأنه قادر على فتح جبهات عدة، ولكن إذا سُئلت “إسرائيل” نفسها ماذا أنجزت في المنطقة من كل ذلك، سنجد أنه لا جواب لديها..

ستقول قمت باغتيال سماحة السيد، وهذا في الحقيقة إنجاز لأعدائنا وخسارة كبيرة لنا ولقادة حزب الله والمقاومة الفلسطينية، هذه الجريمة نفذتها القنابل الأمريكية، وهذه خسارة كبيرة لكل محور المقاومة ولكل أحرار العالم.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:

“يا إسرائيل” لأي هدفٍ اغتلتِ السيد؟

الجواب هو في الحقيقة لإلغاء قدرات المقاومة، ولكنَّ المقاومة في فلسطين مازالت تتابع حربها، وحزب الله صار يقصف كل مستعمرات العدوّ في الأراضي المحتلة..

أنتم قتلتم سماحة السيد لتعيدوا المهجرين إلى الشمال لكن الحرب استمرت وأدت إلى نزف أكبر لديكم..

اليوم إذا انتهت الحرب فإنجازات “إسرائيل” تختصر في القتل والإجرام والإبادة والاغتيال وانتهاك الأعراف الدولية.. وليس أي شيء آخر في المعادلات العسكرية والسياسية.

وفي سورية هي تقصف بدعوى أنها تستهدف الجبهة الخلفية لحزب الله وهي تستخدم ذلك للرواية الإعلامية فقط لتبرر عدوانها على سورية ولكن أعداء المقاومة لا يريدون أن يفهموا ذلك..

وبالمقابل حزب الله يمتلك قدرات تكفيه ذاتيا، “فإسرائيل” قصفت 1300 هدفا في يوم واحد في جنوب لبنان وادعت أنها دمرت كل مخازن السلاح للحزب، وهناك منذ عام ونصف رقابة جوية مشددة من الكيان لمنع إيصال السلاح، فما الذي حصل؟!.. ما زال الحزب مستمراً.. وغزة أيضاً.. غزة تقاتل منذ 14 شهرا.. فكيف استمرت؟. اليمن كذلك مع الحصار البري والبحري والجوي، كيف أصبحَ قوة بحرية دولية؟!

العدو لا يعرف بأنَّ المقاومة هي قوة ذاتية وتستطيع أن تعول على ذاتِها!

  • جرت مؤخرا لقاءات مكوكية بين دمشق وطهران على مستوى سياسي وعسكري رفيعي المستوى.. ما الذي يجب أن نفهمه من كل هذه اللقاءات في هذه المرحلة؟

إضافةً إلى كون سورية وإيران مستقلتين وأعضاء في الأمم المتحدة وتجمعهما علاقات منذ 45 عاماً، ولديهما رؤى مشتركة بالنسبة للمقاومة يتم تعريفها من خلال مفهومين:

الاستقلال والدفاع عن المظلومين، والصمود في وجه القوى الاستكبارية.

هذه الميزات قربت البلدين وخلقت رؤيا مشتركة بينهما، وخلافاً لتحالفات الدول الأخرى التي تتفكك عند الظروف العصيبة، فإن إيران وسورية تتعزز علاقاتهما أكثر وأكثر في الظروف العصيبة.. وهذه هي ثقافة المقاومة، هي ليست عبارة عن مصالح سياسية طارئة وعابرة، فعند العدوان على غزة كل محور المقاومة وقف مع غزة بأشكال مختلفة، مع أن هذه المساعدة ليست مبنية على عقود مبرمة بين المحور وغزة، بل هي شراكة في الأسس والأهداف المشتركة..

وإذا شعرنا بأن سورية تمر بظروف صعبة نزيد حجمَ دعمنا وسورية أيضاً تفعل ذلك!

خلال الحرب التي شُنت على سورية دخلنا بناءً على طلب سورية ووفقاً للشرعية الدولية، والآن مازالت بعض المناطق في سورية تحت الاحتلال ولم يتم دحر الإرهاب بالكامل وهناك تهديدات إرهابية ومن الطبيعي أن نقف إلى جانب إخواننا في مثل هذه الظروف، وكذلك هناك تهديدات صهيونية لكل المحور فمن الطبيعي أن نرفع مستوى التعاون بشكل أكبر فيما بيننا.

  • ضمن أي معطيات يمكن أن نتوقع تصعيداً عسكرياً بمعنى المواجهة “من إسرائيل” ضد سورية؟.. خصوصاً بعد توجيه نتنياهو وقادة الكيان تهديداته لسورية ولشخص السيد الرئيس بشار الأسد حماه الله مؤخرا؟

“إسرائيل” في هذه الظروف لن تفتح ساحة عسكرية جديدة دون التراخيص اللازمة من أمريكا ودون دعمها، ربما يتابعون هذا المستوى من الجرائم التي يقومون بها، لكن بالتأكيد لن يخاطروا أبدا بمثل هذا المستوى التهديدات أو الهجوم الشامل على سورية.

فهم يجب أن يراجعوا أنفسهم جيداً ويروا أن مثل هذه الجرائم كيف ستكون تبعاتُها على حكومة ترامب..!

العدو إذا كان يفكر بفتح جبهة جديدة فهو قد يذهب باتجاه الضفة وحتى هذا الاحتمال صار اليوم ضعيفاً!

هم هددوا أيضاً وأرسلوا عبر الأمم المتحدة وأمريكا تهديدات للهجوم على العراق، ولكن لا يمكنهم القيام بذلك، والسبب أن القوات الأمريكية موجودة في العراق وهي أكثر هشاشة اليوم من الصهاينة في المنطقة..!

الأمر إذن مرتبط بأمريكا.. وترامب الآن في بداية رئاسته، والشعب الأمريكي صوت له من أجل تحسين الظروف الاقتصادية وتحسين العلاقات مع الدول، وهذه الملفات لا تتوافق مع الحروب.

فإذن: ترامب جرَّب فترة معنا، ولم يصل إلى أيٍّ من أهدافِه، قام بفرض العقوبات، وحاول تصفير تصديرالنفط الإيراني، وحاول إخضاعنا لدخول مفاوضات في الاتفاق النووي الموقع، ولم يصل إلى أي نتيجة!

بل نحن على قناعة أنهم أعطوا فرصة كبيرة لإيران لتقوم بالمزيد.. وليجربوا ذلك مجدداً..!

الظروف العالمية خلال الفترة الرئاسية الثانية لترامب أصبحت مغايرة تماماً عن الفترة الأولى، فكثير من الدول المحاذية للخليج الفارسي غير متوائمة مع ترامب، وهناك أجندات معقدة على طاولة ترامب وهي “فلسطين والصين والحرب الروسية الأوكرانية”.. وعليه أن يتخذ قرارات مهمة:

  • بالنسبة لأوكرانيا، ومن المحتمل أن يحمل العبء لأوروبا ليخفف عن نفسه وهذا سيخلق له فجوة كبيرة تتسع مع أوروبا.
  • في الصين قد يصل إلى مرحلة النزاع وبشكل ما قد يصل إلى حرب مباشرة مع روسيا!

لذلك أمام هذه التعقيدات كلها فإنَّ أمريكا بالنسبة لحل النزاع معنا تحتاج إلى تحالف عالمي قوي وهذه الأرضية غير مهيئة.. ليس فقط في البلاد العربية بل أيضاً مع روسيا والصين وكذلك أوروبا!

أمريكا تواجه مشكلة كبيرة.. وعليها التفكير من أجل حلِّ هذه المشكلة بالأسئلة التالية:

ماذا تفعل مع اليمن؟!

هل ستبقى في العراق أم لا؟!

هل ستبقى في سورية أم لا؟!

“إسرائيل” التي لم تستطع أن تحقق أي انتصار في غزة ولبنان هل ستصل إلى أي نتيجة إذا تحركت في سورية؟، واليمن والعراق؟، وفي النهاية مع إيران؟

لن يصلوا إلى أي نتيجة لا يمكنهم تقديم ضمانات حتى لأنفسهم بذلك..!

كل هذه الأسئلة مطروحة بقوة والقرار حولها صعب للغاية بالنسبة للأمريكيين!!

خوض الحرب سيجعل التكاليف ترتفع بنسبة كبيرة عليهم!

  • عقَّب سعادة السفير في الختام بالتالي:

أريد أن أشير إلى نقطة مهمة

الأحداث بعد السابع من أكتوبر حملت نتائج عدة:

أزالت هذه العملية الهيمنة وكشفت القناع عن الصهيونية، وفقدت المنظمات الدولية مصداقيتها، ولم يستطع الأمريكيون والغربيون حتى الدفاع عن الصهاينة في حربهم.. وهذا سيخلق ثقة لدى الدول العربية والإسلامية لئلا تعول على أمريكا والصهاينة!

وعرفت هذه العملية كل العالم باقتدار المقاومة وأحقيتها وشرعيتها.

هذه الأحداث ستلعب دوراً مهما في هندسة القوة المقبلة في العالم، فالنسق الدولي الليبرالي انهار عملياً وانتهى!

غزة كانت كانفجار ضوئي ضخم لإيصال الحقيقة للبشرية لهذا الجيل ولكل الأجيال القادمة!

رئيس التحرير

فاطمة جيرودية-دمشق.