تواصلت محاولات الكيان لكسر غزة وإيقاع أبنائها بين الأسر واللحد، فإما أسيرا يتم التنكيل بك بكل بشاعة العقلية السادية من استخدام العنف اللفظي والجسدي والنفسي بل وصلت بهم إلى استخدام أبشع الممارسات كالاغتصاب، وإما اللحد.. وهو أن يتم قتل كل ما يتحرك بكل أنواع الاستهدافات إن كانت باستخدام سلاح الجو أو المدفعية أو بالتجويع والتعطيش وحتى بالقنص كنوع من أنواع التسلية والترفيه.

هذا غيض من فيض مما سمعنا عنه و وصل لنا من خلال بعض التسريبات أو الاعترافات أو حتى مما نشره أبناء غزة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما خفي أدهى وأمر.

بل إن جرائم الحرب فاقت كل ما يمكن تصوره، لا يخفى علينا بأن ما يحدث في شمال غزة الآن أشنع أنواع الإبادة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا وأسوأ ما قرأنا حوله من ممارسات محاكم التفتيش ومشاهد التطهير العرقي في أوروبا وأميركا، فالمشهد اليوم ينقل على الشاشات بشكل مباشر، ومشاهد الدم الحار والدخان المتصاعد من الأشلاء نراه في التو واللحظة.

عادت الأرقام “أرقام الشهداء” للتزايد، بعد ثلاثة عشر شهرا من الحرب.. مازالت الأرقام اليومية تبلغ المائة والخمسين شهيدا ببساطة، دون معرفة مصير من هم تحت الأنقاض، ودون معرفة مصير الآلاف ممن تم أسرهم وعدم القدرة على الاطمئنان عليهم وعن مآلاتهم، خاصة بعد بعض التسريبات حول مصير من يتم أسرهم في الأيام الماضية وحول ما يقوم به جيش الكيان من جرائم حرب مثل دفن الرجال في حفرة كبيرة وهم أحياء.

تتوالى النداءات والمناشدات للأمة للتدخل لإيقاف الإبادة، ولكن الأمة تتابع بصمت وكأنها تستمتع باحتفال هالوين برعاية صهيونية، صمت مدقع، بل ومذل لدرجة أن خطباء الجمعة والكثير من المنظرين “العباقرة” يهرجون بكلام أشبه بلوم الضحية بل وجلدها والتشمت بها وبآلامها.

كلكم شهود… كلنا!

صلاح الدين حلس