وقد سألنا في نهاية الجزء الاول من هذا المقال: إلى اي حد تستطيع الامارات التماهي مع المخططات الصهيونية؟!…
دعونا نصيغ السؤال بطريقة اخرى:
هل تتحمل الامارات كلفة ذاك التماهي الذي وصل حدود التحالف العضوي، وكأني بهم في الامارات ربطوا مصيرهم بمصير الصهاينة؟؟!!…
دعونا نعود بالذاكرة قليلا الى الوراء، في خضم العدوان السعودي – الاماراتي على اليمن وفي سياق الرد على العدوان، اطلق الجيش اليمني صاروخاً باتجاه احد المطارات في الامارات، حجم التدمير الذي احدثة الصاروخ في احد خزانات الوقود في المطار لايقارن بحجم التدمير الذي احدثه في سوق الاوراق المالية والاستثمارات و وضعية الأمان والأهلية للاقتصاد، والنتيجة كانت إنسحاباً تدريجياً للامارات في الحرب…
هذه الحادثة قد تجيب على ذاك السؤال اعلاه…..
الإمارات دولة هشه جداً، دولة زجاجية، وذاك الزجاج غالي جداً وهش اكثر، لا تغرنكم تلك الصورة التي تنقلها لكم وسائل الاعلام، هذه الصورة قد دفع ثمنها الكثير لتظهر هكذا….
يحضرني في هذه المناسبة قول لأحد حكام أحد الامارات، عندما قال: جدي وابي ركبوا الجمال، وانا قدت سيارة لاندروفر، وابني يركب المرسيدس، وحفيدي يركب المرسيدس، وحفيد ابني سيعود ويركب الجمل…
هذا القول يختصر الرؤية المستقبلية للامارات…
لايوجد (اقتصاد) في الامارات، هذه الدولة هي مركز عالمي لاعادة تدوير المال، وكل ما فيها من خدمات ومؤسسات هو لدعم عملية التدوير هذه و من يقوم به…
ومما هو معلوم رأس المال اينما كان جبان لا يتحمل اي خضات امنية اياً كانت….
اركان الاقتصاد الاساسية في اي بلد في العالم هي الزراعة والصناعة، وهذه لايوجد شيء منها في الامارات، هم يستوردون كل شيء، حتى المياه العذبة للشرب يستوردونها، اضف الى ذلك ان الرفاهية التي وفرها الفائض المالي الهائل لبعض سكان الامارات، هذه الرفاهية افقدت هذا الجزء (المناعة) ضد اي صعوبة من صعوبات الحياة، تصوروا ان يتم ضرب احد محطات توليد الكهرباء هناك، كيف سيكون حال الناس في البلاد، وقد فقدوا الوسائل الطبيعة للتأقلم، وصار اعتمادهم كاملا على الوسائل الصناعية؟؟!!…
عدا عن ذلك عدد سكان الامارات تسعة ملايين، عشرة بالمئة فقط هم منهم مواطنون، و البقية مقيمون وعمالة اجنبية، وعند اي خضات امنية، لا احد يعلم كيف سيتصرف هؤلاء او لمن سيكون ولاءهم…..
الصورة الإعلامية التي تحدثت عنها أعلاه، قدمت لنا كامل الشعب الإماراتي وكأنه كله يتمتع بالرفاهية، قدمت لنا مدن تلك (الدولة) وكأنها كلها ابراج ومولات وفنادق ومطاعم ومهرجانات وشوارع عريضة…..
هل تعرفون أن نسبة الفقر في هذه الدولة الغنية جداً بلغت 17 بالمئة؟؟!!..
هل تعرفون أن هناك (مدن صفيح) في محيط المدن الإماراتية الرئيسية؟ وهذه المدن من حيث الشكل والخدمات ومستوى المعيشة بعيدة جداً عن الصورة التي يسوقها الاعلام؟؟!!..
هل تعرفون أن هناك نسبة بطالة عالية جداً بين المواطنين الاماراتيين، لأن الشركات هناك تسعى لتوظيف العمالة الأجنبية، كون ذلك ارخص مع التزامات أقل تجاه هذه العمالة؟؟!!…
ولكن الأهم، هناك صورة يسوق لها الإعلام بشكل حثيث، أنه وكأن أغلب الشعب الإماراتي متوافق مع سياسة التطبيع والتماهي التي يمارسها النظام في الامارات مع الصهاينة، وهنا ستكون المفاجأة، أن ذلك الشعب العربي في الامارات هو من سيقلب هذه المعادلة، وقد يكون أول الغيث ذاك الطريق البري من موانيء الامارات إلى الكيان، والذي يمد الكيان بأسباب البقاء….
يشتهر أغلب حكام وأمراء الامارات بمشاركتهم بأحصنة مملوكة لهم في سباقات الخيول، و عندهم في ذلك شغف وهوى كبيرين، ويراهنون بالكثير أن تربح احصنتهم تلك السباقات، رهان حكام الإمارات على الكيان الصهيوني سيكون الرهان الأكبر الذي سبخسرونه، لأن الخسارة لن تتوقف على خسارة السباق، إنما ستتعداها إلى خسارة الكراسي….
باسل علي الخطيب….