1- التوقيت :
يمكن تقييم توقيت الضربة الإيرانية من عدة جوانب وهي :
- تمت الضربة بعد أقل من 24 ساعة من اعلان العدو عن بدء الهجوم البري على جنوب لبنان وهذه رسالة ان الجمهورية الاسلامية ستكون الى جانب لبنان بكل السبل على عكس تصريحات العدو التي كانت تتوعد في حال تدخلت ايران.
- توقيت الهجوم كان مع غياب شمس يوم 1\10 وهذا التوقيت مدروس بعناية حيث يكون اغلب اهل فلسطين المحتلة ضمن نشاطهم الحياتي اليومية مما سيساعد على تجاوز رقابة العدو العسكرية في حظر اي تصوير وهذا ماحدث فعلا.
2- التضليل والخداع:
نفذت المؤسسات المختصة في الجمهورية الاسلامية الايرانية عدة انواع من الخداع والتضليل لتحقيق المفاجأة والصدمة حيث قام المسؤولون الايرانيون بتبادل الادوار في التصريحات من موقف ايران من لبنان وفلسطين بين عدم التدخل والتدخل، وبين عدم الرغبة بالرد على اغتيال اسماعيل هنية بحجة عدم الوقوع في كمين اسرائيلي وتصريحات من مسؤولين اخرين تقول بحتمية الرد وهذا اعطى مؤشر لكيان العدو وحلفائه بعدم نية الجمهورية الاسلامية في التدخل لصالح حزب الله او الرد على اغتيال اسماعيل هنية، وعندما رصدت اجهزة المراقبة الامريكية تحرك منصات الصواريخ توقعت احتمال للضربة الايرانية خلال 12 ساعة لكن الضربة كانت خلال ساعات مما منع العدو من سحب كامل قواته الجوية للكبسولات تحت ارضية .
3- التكتيك والاسلحة المستخدمة :
كما هو معروف المنفذ للضربة هو حرس الثورة وليس الجيش الايراني ، وقد اعتمد الحرس تكتيك مختلف عن الضربة السابقة حيث عمد الى ضرب موجتين متتاليتين من الصواريخ الفرط صوتية بعدة انواع وبقذف شاقولي وقذف مائل والاجيال التي استخدمها حرس الثورة هي من الاجيال الاولى من الصواريخ الفرط صوتية وهي صواريخ فتاح الجيل الأول وصواريخ كاسر خيبر الجيل الثاني، مع بعض الصواريخ الثقيلة مثل غدر أو عماد، و ( غالبا ) كانت الموجة الاولى من الصواريخ هي من القذف المائل حيث انها اعلى سرعة اثناء المرحلة الاولى من انطلاقها من الصواريخ ذات القذف الشاقولي كما انها ذات انعكاس راداري أقل اثناء انطلاقها من الصواريخ ذات القذف الشاقولي ، وكانت غالب هذه الصواريخ من نوع فتاح 1 ,حيث استهدفت هذه الموجة رادارات منظومة Arrow الإسرائيلية
وتم تدمير ثلاث قواعد عسكرية أطراف تل أبيب ( منظومة Arrow هذه منظومة دفاع جوي استراتيجي بعيدة المدى وتعتبر تكلفتها عالية جداً ) ثم انطلقت الموجة الثانية من الصواريخ الفرط صوتية ذات القذف الشاقولي والرأس الانفجاري الثقيل .
وقواعد العدو التي تم استهدافها :
- قاعدة نيفاطيم في بئر السبع وتحتوي على سرب F35 الذي ضرب اليمن قبل عدة ايام ، وقد اظهرت بعد الفيدوهات اصابتها بشكل مباشر ب 12 صاروخ.
- قاعدة تل نوف للدفاع الجوي في تل ابيب.
- قاعدة حتساريم الجوية قرب تل ابيب وهي القاعدة التي انطلقت منها الطائرات لاغتيال سماحة السيد حسن نصر الله.
- قاعدة رامون الجوية.
- قاعدة التجسس للوحدة 8200 في تل ابيب.
- محور نتساريم وسط غزة وتم تدمير مرابض المدفعية واليات عسكرية.
- احدى منصات الغاز العاملة في البحر.
بسبب فشل وتدمير اهم منصات الدفاع الجوي للعدو تدخلت القوات البحرية للولايات المتحدة في محاولة لتخفيف الهجوم الصاروخي الايراني حيث أطلقت مدمرتان أميركيتان في البحر الأبيض المتوسط اثني عشر صاروخاً للدفاع الجوي بعيد المدى من طراز SM-3 ( هذه الصواريخ متطورة للغاية ومكلفة ومعقدة التصنيع، تكلفة كل صاروخ من صواريخ SM-3 تتخطى 10 مليون دولار ) وهي الأخرى عجزت أمام الصواريخ الإيرانية.
4- خاتمة : تركز استهداف الوعد الصادق 2 على الاهداف العسكرية للعدو الاسرائيلي وهذا التركيز هو ضمن الخطة العسكرية الاستراتيجية لمحور المقاومة في الاستنزاف طويل المدى للعدو حتى انهاكه مع حلفائه باسلوب النصر بالنقاط كما حدده سماحة الامام الشهيد نصر الله في بداية معركة الطوفان، كما رفعت هذه الضربة من الروح المعنوية للبيئة الحاضنة للمقاومة في محور المقاومة، ولخيار الكفاح المسلح للبيئات الداعمة للمقاومة في عدد من الدول العربية المطبعة او المحايدة في مواجهة البيئات التي تدعي للاستسلام للعدو الاسرائيلي ، هذه الضربة نقطة ايجابية مهمة في تاريخ الصراع مع الغرب وقاعدته الصهيونية المتقدمة نحو تحرير كامل فلسطين.
م. الوليد صالح – سورية