وارتقى محمد جابر الملقب بأبي شجاع، أحد أبرز المقاومين الفلسطينيين، رحمه الله ملهماً ببساطته، صادقاً في عزمه رغم محاولات العدو وأدواته (السلطة)، مقبلاً غير مدبر، مقداماً رغم يقينه بحتمية المصير.
هو من طينة الشهداء، جُبِل بالحرية والكرامة وعزة النفس. لاحقه أبناء جلدته ودمه، وحاولوا اغتياله وخطفه واعتقاله، لكنه أبى إلا أن يهب روحه في ساح الوغى، محتضناً بندقيته التي أثخنت في العدو قتلاً.
ظهر أبو شجاع كقائد ميداني في كتيبة طولكرم، ورمزاً للمقاومة المسلحة الفلسطينية. مشى على هذا الدرب كما فعل الأبطال من قبله، ومن سبقه إلى جوار ربه، حيث كان يخرج بعد كل اقتحام واشتباك مع العدو الصهيوني أو أدواته في السلطة، ليعلن استمرار النضال برمزية الثائر الحر الذي لا يخاف في الله لومة لائم.
ولأننا في فلسطين نعيش الواقع لا الخيال الهوليودي كما في الأفلام، فإن نهاية أبطالنا هي الشهادة. واليوم نودع أبا شجاع، تاركاً وراءه إرث التضحية والصمود والثبات.
والمهم ألا نصالح، أن نحمل الدم ونحسن الثأر، أن نحول حزننا حقداً وغضباً في وجه هذا العدو الذي بلغ من الطغيان ما بلغ. ذهب وسيذهب قادةٌ كثر، ولكن! المقاومة جدوى مستمرة لن تنتهي إلا بانتهاء الظلم والطغيان.
والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون…