علي فيصل: تحرير الأسرى انتصار لإرادة المقاومة وصمود غزة… والمعركة المقبلة حول مستقبلها لن تكون إلا فلسطينية خالصة

أكد علي فيصل، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن تحرير الأسرى الفلسطينيين يشكّل انتصارًا لإرادة المقاومة وصمود غزة، وتجسيدًا لثبات الشعب الفلسطيني ودعم أحرار العالم لقيم الحرية والعدالة في فلسطين.

وقال فيصل، في تصريحات إعلامية لقنوات المنار، فلسطين اليوم، TRT التركية، المسيرة اليمنية، وإذاعة طهران، وموقع وجريدة “21” اللندنية، إن اليوم التالي للحرب على غزة يعمّق مأزق بنيامين نتنياهو السياسي والأخلاقي، ويقوده نحو نهاية مستقبله السياسي بعد فشله في تحقيق أهداف العدوان وفقدانه السيطرة على الميدان والسياسة معًا.

وفي تعقيبه على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، أوضح فيصل أن الخطاب جاء كمحاولة مكشوفة لإنقاذ نتنياهو من أزمته الداخلية والخارجية، وفكّ عزلته السياسية على المستويين المحلي والدولي، معتبرًا أن هذا الدعم الأمريكي يعمّق التواطؤ على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الحرية والاستقلال.

ودعا فيصل المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ والوسطاء الإقليميين والدوليين إلى ضمان وقف شامل ودائم لإطلاق النار، ورفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال فورًا، وتمكين الشعب الفلسطيني من إدارة قطاعه بحرية تامة دون وصاية أو انتداب أجنبي.

وشدّد على ضرورة بلورة أفق سياسي واضح يمكّن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القرار الأممي 194.

وأكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية أن المقاومة بكافة أشكالها حقٌّ مشروع كفلته الشرعية الدولية، وقد حازت اعترافًا عالميًا متزايدًا ودعمًا واسعًا من حركات التحرر وأحرار العالم، بوصفها حركة تحرر وطني تناضل ضد الاحتلال والاستعمار.

وجدّد فيصل دعوته إلى حوار وطني شامل لتشكيل حكومة وفاق وطني وفريق تفاوض موحّد بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، ووضع استراتيجية وطنية وتفاوضية شاملة لمواجهة مشاريع الوصاية الأجنبية ومخططات “إسرائيل الكبرى”، ومواصلة النضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية وامتدادها الإقليمي، إلى جانب حراك الشعوب الحرة، تسهم في رسم ملامح نظام إقليمي ودولي جديد متعدد الأقطاب، يُنهي حقبة الهيمنة الأمريكية الأحادية، ويسقط محاولات واشنطن وتل أبيب لإقامة نظام إقليمي استعماري جديد في الشرق الأوسط.

وختم فيصل تصريحه بالقول: “ترامب أنقذ نتنياهو من نفسه ومن فشله، وأنزله عن الشجرة. أما مؤتمر شرم الشيخ فقد رسم دوليًا ملامح وقف الحرب والتهجير، وفرض فك الحصار وانسحاب جيش الاحتلال. وبينما المعركة السياسية المقبلة ستحتدم حول صيغة اليوم التالي بعد الحرب ومستقبل غزة، فإن هذا المستقبل لن يكون إلا يومًا فلسطينيًا وسيادةً فلسطينية خالصة، ولن تمر صيغ الانتداب أو الوصاية الأمريكية والأجنبية.”