شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء في تنفيذ مناورة برية واسعة داخل مدينة غزة، في إطار توسيع عملياته العسكرية التي تهدف – بحسب إعلانه – إلى إحكام السيطرة وتدمير أحياء المدينة.

وأعلن الجيش إدخال فرقتين عسكريتين نظاميتين، هما الفرقة 98 المدرعة (المظليين والكوماندوز) والفرقة 162، لتولي قيادة المناورة البرية تحت غطاء ناري كثيف، فيما تستعد الفرقة 36 المدرعة للانضمام خلال الأيام المقبلة، بما يعني تطويق المدينة من جميع الجهات.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد شهدت الليلة الماضية قصفًا جويًا مكثفًا استهدف الأطراف الشمالية والجنوبية الشرقية من غزة، ما أدى إلى نزوح شبه جماعي للسكان نحو غرب المدينة.

وتعرضت أحياء الزيتون، الصبرة، الشيخ رضوان، الدرج، التفاح، والشجاعية لقصف متواصل، في وقت أكد فيه شهود عيان أن سماء المناطق الشرقية امتلأت بأسراب من الطائرات المسيّرة من طراز “كواد كابتر”، التي تطلق النار بشكل عشوائي صوب منازل وخيام المدنيين بهدف إجبارهم على النزوح.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 53 فلسطينياً منذ ساعات الفجر جراء الغارات، فيما أشارت تقارير إلى أن دبابات إسرائيلية تقدمت نحو قلب المدينة في أوسع تصعيد ميداني منذ قرابة عامين.

من جانبها، اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الجيش بلغ “نقطة التحول” نحو غزو بري واسع، بعد أسابيع من تكثيف الغارات الجوية وهدم المباني متعددة الطوابق.

وبحسب تقديرات أممية، نزح أكثر من 300 ألف فلسطيني من غزة نحو الجنوب، فيما لا يزال نحو 700 ألف مدني محاصرين داخل المدينة.

وحذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن سكان غزة “يسلكون طرقاً لا تؤدي إلى أي مكان” في ظل غياب أماكن آمنة أو ملاجئ، مؤكدة أن “المطلوب تحرك عاجل لوقف إطلاق النار”.

ويأتي هذا التصعيد وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن 64,905 شهيداً و164,926 مصاباً معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وفاة 425 فلسطينياً بينهم 145 طفلاً جراء المجاعة الناجمة عن الحصار.