من المسلَّم به أن حكم الدول يجب أن يكون بيد الشعب، لكن نرى أن لبنان اليوم يتعرض لمؤامرة كونية المستهدف بها هو سلاح المقاومة الذي عندما يُنزع تضعف المقاومة، و المقاومة عندما تضعف يهدَّد الشعب وجوديًا وبعدها يتربّع الاحتلال و الاستعمار !!!
كيف لا ؟! ونحن نعيش في عالم تحكمه الإمبريالية الوحشية الإرهابية، ولهذا السبب يقف الشعب اللبناني كلُّه خلف مقاومته و يتمسك بسلاحها، وهو الذي يقرر مصيرَه !
و بطبيعة الحال سيختلف معه شرذمة مشبوهة تاريخيًا من مخلفات الاستعمار الفرنسي مدعومة صهيوأمريكيًا .
يحاول أبناء المشروع الصهيوأمريكي من خلال الإعلام و ذبابه طمس الحقيقة وإيهام العالم عكس ماتم ذكره أعلاه، حيث يعمل على الترويج لفكرة أن الشعب مقتنعٌ تمامَا أن لبنان ستصبح كالسويد و سويسرا حالَ نزع سلاح المقاومة، و هذا غير حقيقي و غير صحيح.
فالشعب اللبناني المثقف و الواعي و البطل لن تنطلي عليه مثل هذه المؤامرات و لن يقبل بالاحتلال و الإملاءات الصهيوأمريكية، علاوة على أن هذا الشعب أكثرُ شعبٍ قدم شهداءَ من أجل فلسطين التي تعتبر بالنسبة له قضيةً مركزيةً، وإنّ التاريخَ و الحاضرَ لَيشهدُ بذلك!
تشهد لبنان في الآونة الأخيرة تدخلاتٍ خارجيةً صهيوأمريكيةً لا حصر لها، تتمثل من خلال العقائدية الصهيونية “أورتاغوس” و العقائدي الصهيوني “براك” ، ولا نبالغ في قولنا أن هذا التدخل بلغ حدَّ أن يكون حاكمًا فعليًا لسياسة لبنان الخارجية و الداخلية، وذلك من خلال تواطؤ عبيد المرحلة الذين نزلوا على لبنان بالبارشوت الأمريكي و/أو على ظهر دبابة صهيونية، مستغلين الظرف الراهن و الضربات التي تعرضت لها المقاومة ؛ التي واهمٌ _ لا بل وأكبر واهمٍ من يتصور أنها قابلة للهزيمة، و التي نشرت مؤخرا على حسابها “سَيَرى العَالمُ بَأسَنا”.
و تجلت هذه المظاهر و التدخلات و الممارسات الأمريكية في الآونة الأخيرة من خلال التصريحات الوقحة و المتطاولة التي أطلقتها هذه “الأورتاغوس” بحق سماحة الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بطريقة سافرة وبتدخل فاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية، بمحاولة بائسة للنيل من مقام المقاومة ورموزها، كون هذه المقاومة لها حاضنة شعبية صلبة .
و أعلنت هذه الأورتاغوس من قصر بعبدا في الاجتماع الأخير بطريقة سلطوية متعجرفة أن”لبنان دخل مرحلة تطبيق قرار الحكومة المتعلق بنزع سلاح حزب الله”!
نعم نتفق ؛ لبنان دخل مرحلة نزع السلاح لكن بالنسبة للعملاء فقط و ليس بالنسبة للشعب اللبناني الحر…
و هنا يحق لنا السؤال الآتي: أليس على الأقل و من ناحية دستورية يحتاج قرار نزع السلاح الذي يهدد وجود لبنان التي يتربص لها الصهيوني جنوبًا إلى استفتاء شعبي؟!
الشعب اللبناني هو صاحب القرار و لا أحد سواه !!!!
لقد تجلَّت العجرفة الأمريكية التوسعية أيضًا بالعبارات و التصرف المستهجن والحديث غير اللائق الذي صدر على لسان المدعو “توم براك” في القصر الجمهوري بحق الصحافيين اللبنانيين والأجانب، و ما تضمّنه من استعلاء وإهانة تمسّ بكرامة الجسم الإعلامي اللبناني وحرية الكلمة ؛ تلك الحرية التي صانت على الدوام حقَّ الشعوب في مواجهة الاحتلال.
و كون كل تحركات الأمريكي في المنطقة مسخَّرة بالمقام الأول في خدمة الصهيوني ذي الفكر التوسعي ، نجد أن مهمة هذه “الأورتاغوس” و من على شاكلتها من “الأورتاغوسيين والأورتاغوسيات” _ عربًا أو عجمًا كانوا أو حتى فينيقيين_ هي احتلال لبنان من شمالها إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها من قبل الكيان الكولنيالي تحقيقًا لما يسمى “إسرائيل الكبرى”، من خلال الضغط لتسليم سلاح المقاومة، كون أن هذا الكيان لم يستطع التوغل أكثر من 3 كم في الجنوب خلال ما أطلق عليها حرب ال٦٠ يومًا بفضل سلاح المقاومة و أبطالها .
و في اجتماع بعبدا الأخير قالها براك بصراحة :” “”الجيش الإسرائيلي”” سينسحب من لبنان بعد نزع سلاح حزب الله”.
و يحقُّ لنا أن نسأل: مَن هو الضامن لانسحاب الاحتلال بعد نزع السلاح؟!
-الإجابة: هو نفس الضامن الذي كان عام ١٩٨٢ !!!
سنجد دائمًا نفس الوجوه الأمريكية و نفس العملاء و نفس المؤامرات، ما بين الأمس و اليوم .
ولكن كلا !!
لن تنجح هذه المؤامرات و ستتحطم على صخرة وعي الشعب اللبناني البطل و المقاوم بكل مكوناته و أطيافه ، الذي يدرك أن تسليم سلاح المقاومة هو انتحار لكل لبنان و ليس فقط لحزب أو طائفة معينة ، لا و بل يستهدف نزع سلاح المقاومة في لبنان شعوبَ المنطقة كلها ، و سيشكل ضربة للأمن القومي العربي، لكن ما لا شكَّ فيه أن المقاومين هم دائمًا أكثرُ من يدفع الثمن..
شعب حر كشعب لبنان لن يقبل بالإملاءات الصهيوأمريكية، و إذا كان هناك سلاح يجب أن ينزع هو السلاح الصهيوأمريكي الذي هو سبب مأساة شعوب العالم وخاصة شعوب منطقتنا، وإن جرائم غزة هي أكبر دليل على ذلك !!
و نستذكر قول الفيلسوف “هو تشي منه” عندما قال” لا يوجد بيت مدمر، أو حجر مبعثر، أو يد مبتورة، أو أمّ ثكلى، أو أمَة مشوهة، إلا و ستجد للولايات المتحدة الأمريكية أثراً فيه .”
النصر للمقاومة و الخزي و العار للعملاء و الخونة.
أبو الأمير-القدس