النص الكامل لرسالة الأدميرال علي شمخاني، المستشار السياسي لقائد الثورة الإسلامية، إلى القيادة والشعب الإيراني العظيم، كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا عَلِيٌّ مَولانا، يا حُسَیْنُ شَهيدُنا، يا فاطِمَةُ الزهراء شفيعتُنا
إلى القائد العزيز، القوي، والشجاع للثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله العالي)وإلى الشعب الإيراني الكبير، النبيل، والخالد
سلام الله عليكم، أنتم أعمدة عزّة هذا الوطن؛
سلام على إيران المليئة بالفخر وصانعة الملاحم، التي أرسلت جيلاً بعد جيل شجعانها إلى الميدان، وجعلت اسمها مقرونًا بشجاعة وصمود رجالها ونسائها، يسطع في صفحات التاريخ.
اليوم، بينما أنفاسي لا تزال معلقة بجراح هذا الجسد المثخن، وقلمي المرتجف من الضعف في يدي، أقسم بدماء شهداء هذه الأرض المقدسة، أن العزم والغيرة لا زالا يجريان في عروقي إلى الحد الذي أعدّ فيه الصمت خيانةً للشهداء.فبمشيئة الله، أبدأ كلمتي الأولى صارخًا:“إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”بقلب دامٍ، أستذكر أولئك النبلاء القائمين كالسرو، الذين كنا نهمس سويًا في ظلمات الخنادق خلال سنوات الدفاع المقدس: “إما النصر، أو الشهادة”.
واليوم، ها هم قد ارتدوا لباس الشهادة القاني،وأنا مرة أخرى تخلّفت عن الركب.ولم تكن الميدالية الثالثة من نصيب عائلتنا،ولا زال أخواي الشهيدان من علياء العرش يذرفان الدموع على حسراتي.وها أنا الآن، بجسدٍ جريح وقلبٍ مملوء بالألم والشوق.
لكن إن كان قدري أن أبقى، فسأبقى؛لأظلّ سببًا في عداوة الأعداء.
فهم يعرفون السبب جيدًا، وأنا كذلك!سأبقى، وسأظلّ صارخًا للملحمة؛
أنا حيّ!وهذا الجسد المُدمّى، بفضل الله، سيبقى درعًا واقيًا لهذا الشعب.قلبي، هو ذاته القلب الذي قال “لبّيك” بالأمس،واليوم أيضًا يخفق للدين، للوطن، وللناس.أنا حاضر!
لا مرةً واحدة، بل مئة مرة أضحي بنفسي من أجل هذه الأرض وشعبها الفريد.
أنا حاضر لأملأ، بجسدي الجريح وبعزيمة وعزة عربي من خوزستان، متراس الدفاع عن الوطن والشرف.
أنا مستعد، في عاصفة صواريخ العدو الصهيوني، أن أصرخ “يا زهراء (س)”وأُبقي اسم إيران مرفوعًا كالعلم في ذرى التاريخ.
أيها الشعب الإيراني الأصيل والعزيز!كتبت هذه السطور القليلة لأقول لكم: لستم وحدكم.في كل بيت يضيء فيه نور الغيرة،في قلب كل أم ثكلى،وفي عيون كل شاب يحدّق في المستقبل،إيران تقف بنور الله.نحن أمة الأمل والغيرة.
نتلقى الجراح، لكن لا ننكسر.نبذل الدماء، لكن لا نفرّط في هويتنا.
القادة الشهداء، العلماء الأجلّاء، رجال الميدان والمحراب،لم يغيبوا أبدًا، بل يجرون كالدّم في عروق هذه الأمة.أيها القائد العزيز والشجاع للثورة،كن على يقين بأن أبناءك لا يزالون في الساحة،لا بالسلاح فقط، بل بالإيمان والأمل.
وليعلَم العدو:أن قتال إيران هو لعبٌ بالنار، ولن يجني من ورائها سوى الرماد.
وعد الله حقٌّ:«فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ… وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ…» (الإسراء: 7)وذلك اليوم قريب…يوم النصر الساطع،حين يلمع اسم إيران، كما هو دوماً، في ذرى التاريخ وتنعكس ابتسامة الشهداء في مرآة مستقبلنا.
جندي صغير في خدمة شعب إيران العظيم،
علي شمخاني
وكانت مصادر مطلعة أفادت سابقا بأن شمخاني خضع لعملية بتر كامل للساق اليسرى، نتيجة إصابات بالغة تعرّض لها خلال العدوان الصهيوني الذي طال قادة وعلماء إيرانيين.فيما أوضح الفريق الطبي المعالج، الاثنين الماضي، أن الحالة الصحية للمسؤول الإيراني باتت “مستقرة نسبياً”، عقب سلسلة من التدخلات العلاجية المكثفة التي جرت خلال الأيام الماضية، وفق ما ذكرت حينها وكالة الأنباء “إرنا”.