وفاء وتكريما للشهداء ولروح سيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، وبمناسبة يوم الشهيد الجبهاوي والذي يصادف في التاسع من آذار ذكرى استشهاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق القائد محمد محمود الأسود ( جيفارا غزة ) ورفيقيه الحايك والعمصي أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان المناسبة بوضع إكليل من الورد على مرقد السيد نصر الله في بيروت طريق المطار القديم وذلك اليوم الثلاثاء الموافق في 11 أذار 2025 بحضور أعضاء من المكتب السياسي واللجنتين المركزية العامة والفرعية وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وحشد من الرفاق والرفيقات والكادر وأنصار الجبهة الشعبية من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان وبيروت والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وشخصيات وفعاليات وطنية واعتبارية لبنانية وفلسطينية.
بدأ التجمع أمام النصب التذكاري للشهيد القائد الكبير قاسم سليماني حيث سارت مسيرة حاشدة تقدمها حملة الأكاليل وأعلام فلسطين ورايات الجبهة الشعبية وصور السيد نصر الله وشهداء الجبهة بعدها تم الترحيب بالحضور والحديث عن المناسبة قدمها نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي.
كلمة حزب الله ألقاها معاون مسؤول وحدة العلاقات الفلسطينية في حزب الله الشيخ عطالله حمود قال فيها :
لم يكن السيد حسن نصر الله أمينًا عامًّا لحزب الله وقائدًا للمقاومة الإسلامية في لبنان فحسب.. بل تخطت شخصية ُالسيد ومواقفُه الزمان َوالمكانَ.. حتى بات رافع َراية ِالمقاومة ِفي المنطقة.. وكانت فلسطين القبلة َالأولى لجهدِه وجهاده.. ناصر َالسيد نصر ُالله قضايا ًالحق ِقولًا وفعلًا.. فكانت المقاومة ُحيث ُيجب أن تكون، وعبرت إنجازاتُها الحدود.. من لبنان َإلى سوريا والعراق واليمن.. وقبلها وبعدها فلسطين.. حتى قدم القربان َالأقدس َوالأسمى باستشهادِه على طريق القدس.
وقد استطاع السيد الشهيد أن يدمج ويزاوج وبشكل واقعي عملي بين التيار الاسلامي المقاوم وبين التيارات القومية العربية، واليسارية وحيث وجد عرب شرفاء وأحرار كان رمزهم السيد الشهيد القائد حسن نصر الله”، وها نحن اليوم أمام ُجبهة ُمقاومة أمانة َالسيد تقف بعزم وثباة ًبوجه ِأعدائها.. تمامًا كما أراد وخطط.. حتى استحق َبحق ِلقب َسيد شهداء الأمة.. كل الأمة..
وكما وجه حمود التحية للجبهة الشعبية وقيادتها للحضور في مرقد سماحة الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله شهيد وحبيب فلسطين وعاشق فلسطين وشعبها ومقاومتها وأكد بأننا في المقاومة الاسلامية حزب الله نقف مع فلسطين وشعبها ومقاومتها حيث قدمنا القادة الشهداء السيد نصر الله والسيد الهاشمي والألآف من الشهداء والجرحى شهداء على طريق القدس ولن نتراجع عن دعم القضية الفلسطينية ولن يثنينا أو يرهبنا أحد، فمن مقام السيد نوجه التحية للمقاومة في غزة والضفة والقدس ولمحور المقاومة وجبهات الإسناد في العراق واليمن والتحية للشهداء والجرحى والأسرى.
لقد صمد شعبنا الفلسطيني واللبناني في فلسطين وجنوب لبنان صموداً أسطوريًا في مواجهة العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين وقدموا الشهداء على طريق القدس وستبقى المقاومة إلى جانبكم ومعكم حتى تحقيق الانتصار .
وأشاد حمود بنضال وتضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والمشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني وبتضحيات الجبهة الشعبية التي قدمت كوكبة من قادتها ومقاتليها شهداء على طريق القدس في الجنوب اللبناني خلال العدوان على لبنان وغزة، موجها التحية للأمين العام للجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات وللأسرى والشهداء.
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة مروان عبد العال قال فيها: “كم هو عظيم هذا اليوم، حين يكون الشهيد بعظمة وسمو ونبل شهيد فلسطين سيد شهداء المقاومة، اخترنا يوم التاسع من آذار يومًا لشهيد الجبهة لأنه يوم الشهيد القائد جيفارا غزة محمد الأسود ورفاقه، تقديراً لتجربته الفدائية في المقاومة التي دمر فيها كبرياء العدو في قطاع غزة ، اعتبرناه يوماً خالداً و رمزاً للبطولة والتضحية والفداء، وجدنا من الواجب أن تأتي فلسطين كلها إليك يا سيد، الرفاق اشتاقوا إليك، جاءك شهداء غزة وشهداء فلسطين رفاق جيفارا والحايك وجورج حبش وأبو علي مصطفى ووديع وغسان كنفاني وأبو أحمد فؤاد ورفاق القائد الصنديد نضال عبد العال وعماد عودة وسليمان ويوسف وإضاء جاؤوك أخوة الشقاقي والسنوار ومحمد ضيف وأبو جهاد الوزير وصالح العاروري وإسماعيل هنية، جاءتك المخيمات لأنك صورة فلسطين سندها ومددها ووعدها، روحها في روحك بقدسيتها وطهرها وعطرها وعبقها.”
العهد يتجدد بوحدة الدم والخندق والهدف، ولأهل العهد والوفاء لمن كان مدرسة الوفاء، لفلسطين وغزة والمظالم التي تلحق بشعب فلسطين يوم أوصيت أننا “سنسأل يوم القيامة عن فلسطين وعلينا تحضير الجواب للآخرة”، على وعدك الصادق وعد الشهداء العظام وقادة المقاومة على وعد الزمن القادم الذي حلمت به أنك ستستنشّق فيه رائحة فلسطين في قلب فلسطين وداخلها، وسوف يأتي اليوم الذي لا نهتف فيه للقدس من بعيد وإنما نصلّي فيه.
نعاهد الشهداء أن ننتصر لهم بالتحديات القادمة :
التحدي الأول انتصار الإرادة
أهم تحدي هو انتصار الإرادة، الخسارة الفادحة والتضحية لم تهزم إرادتنا، دمرت أبادت وقتلت لكنها لم تهزم إرادتنا، ألقيت أطنان القنابل كي تكسرنا ولكنها بقيت الإرادة أقوى، لذلك لن تهزمنا ألاعيب السياسة الخبيثة والفتن الطائفية والترويع الجهنمي الذي يستخدمه ترامب والرهان على أخذ القلاع بالقطعة ومن داخلها، وبضغط الصهيوني بقطع الماء والكهرباء وإعاقة الإعمار والإغاثة في غزة لإجبار أهلها على تركها وذلك لتمرير مشروعهم الأكبر بحسم الصراع في المنطقة، ليس بتغيير الأنظمة بل تغيير الدول وهذا هو هدف الحرب الذي وعته قيادة المقاومة وحذر منه سيد المقاومة وشهيدها.
التحدي الثاني
المقاومة مستمرة طالما الاحتلال جاثم على أرضنا الطاهرة، فالمقاومة بسبب الاحتلال وليس سببا له، طالما الاحتلال موجود فهي موجودة، ولا تزول إلا بزواله، وهي تعبير عن إرادة الشعب بالتحرر والتحرير، والهجمة الصهيونية تريد ترسيخ وتمديد الاحتلال في الضفة وعلى مختلف الجبهات، فالاحتلال لا يخرج (ببوس اللحى) والحديث عن اليوم التالي كما يدعي المتآمرون والواهمون أنه بدون مقاومة وسلاح ، أو بدون الشعب الفلسطيني فنحن نقول اليوم التالي يكون فلسطينيا حراً بدون احتلال على أي من الأرض الفلسطينية أو العربية.
التحدي الثالث
الصمود والوحدة والبناء الوطني على أساس التحرر الوطني هو مقاومة ايضاً على صعيدين أولهما على الصعيد الداخلي الفلسطيني وإعادة بناء وحدتنا الوطنية، فالمستهدف هو شعبنا بقضه وقضيضه وقضيته، بوصفه موضوع الصراع ، وثانياً بإستراتيجية شاملة لجبهة المقاومة، تعيد ترتيب وضعها و بناء قدرات الفصائل خلال المرحلة المقبلة وإعادة صياغة معادلات القوة وقواعد الاشتباك، مستفيدة من التجارب التي اكتسبها خلال الجولة الأخيرة من الصراع مع الحرص على إبقاء البوصلة فلسطين وخطها الثابت نحو القدس هذه البوصلة التي هزت كيان الاحتلال من اليمن إلى العراق إلى إيران إلى لبنان والتي خطها بدمه السيد والقادة العظام .
ناموا أيها الشهداء أيها الأبطال أيها الاسرى والجرحى والمفقودين في فلسطين ولبنان بُوركت مبادئكم الصلبة وأرواحكم الشريفة ونضالكم المجيد ومقاومتكم العنيدة.. السلام على روحكم أنتم شهداء النصر الأكيد … فلتحيا ذكراكم إلى الأبد.



















