كيف لا وقد أُغلقتْ مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة باغتيال المفاوض، في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات التجبُّر والاستكبارِ الصهيونيِّ بقيادة المتعجرف نتنياهو الذي أقدم على ما لن يتوقعَه من خلال اغتيال القائد إسماعيل هنية ، والذي كان يمثِّل الوجهَ الدبلوماسيَّ لحركة حماس خارجَ غزة، والذي كان بمثابة حلقة الوصلِ والمرجعية الرسمية للتفاوض السياسي غير المباشر مع الكيان الغاصب لأجلِ أيِّ اتفاقٍ.
ليأتيَه الرد من الحركة بمثابةِ تخلٍّ عن أيِّ حلٍّ من حلول التفاوض غيرَ خضوع المتجبر واستسلامه،
وحتى نكون على دراية بمستجدات ترشيحِ رئيسٍ بديلٍ في حركة حماس ومبايعته، علينا استعراض أسماء أهمِّ المرشحين الخمسة :
١- السيد زاهر جبارين وهو البديل عن الشهيد صالح العاروري ، فهو نائبُ الشهيد إسماعيل هنية.
٢- السيد خليل الحية وهو عضوٌ في المجلس التشريعي الفلسطيني ، ومسؤول العلاقات العربية والإسلامية ونائبُ السنوار في الخارج.
٣- السيد موسى أبو مرزوق وهو الرئيس الأول للمكتب السياسي لحركة حماس عام ١٩٩٢ – ١٩٩٦ م.
٤- السيد خالد مشعل وهو أحد مؤسسي الحركة وكان  ثاني رؤساء المكتب السياسي لحركة حماس عام ١٩٩٦ – ٢٠١٧ م.
٥- السيد يحيى السنوار وهو أسيرٌ سابق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة منذ العام ٢٠١٧ م.
ومن خلال استعراضنا لأسماء المرشحين الخمسة نجد أن جميعهم يملك تاريخاً طويلاً في الحركة، ولكن أوفرهم حظاً كان المرشح السيد خليل الحية بحكم قربه من السيد يحيى السنوار ، واتّساع علاقاته الطيبة في الخارج مع العديد من أصحاب القرار عربياً وإسلامياً من خلال مسؤولياته وطبيععةِ مهامه، ولأن السيد يحيى السنوار لا يملك سهولةً في حركته و تنقُّله   كونه المطلوب الأول عند الكيان ، ويتصدر لائحة المطلوبين في أميركا وهذا ما سوف يعيق ويصعِّب أيَّ حل سياسي توافقي مع العدو في أيِّ تفاوض قادم.
نعم لقد أعلنت الحركة خيارها الأصعب للعدو بتسمية السيد يحيى السنوار رئيساً لها خلفاً للشهيد إسماعيل هنية، كنوعٍ من أنواع التصعيد أمام العدو ، ولسان حالها أن لا تفاوض ولا وقف لإطلاق النار إلا من خلال إعلان العدو هزيمته و رفعه راية الاستسلام ، وكأن الحركة قد أعلنت صمَّ آذانها أمام أي نقاش حتى وقف إطلاق النار.
كما يقول أهل المثَلِ ” جنت على نفسها براقش ”  ، فلقد جنَت “”إسرائيل”” على نفسها ، و ذلك عندما أصرَّت على استنفاد فرصها من خلال المماطلة ، ثم اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، فجاءهم مَن يحسن التدبير بلغة النار التي عجزوا من خلالها على  إخضاع غزة، معلناً بأن ما أُخِذ بالقوة لا يُستردُّ إلا بالقوة ،فالقائد يحيى السنوار سيد القوة في الميدان ، وخازنُ نار المقاومة الفلسطينية في حماس الذي لن يدع لنتنياهو أيَّ خيار غير خيار الهزيمة.
كيف لا وقد زُفَّ خبرُ مبايعته رئيساً للحركة مصحوباً بأصواتِ صافرات الإنذارِ في الغلاف؟!
،عاشت المقاومة وعاشت يد المقاومين، وسلامٌ على أبناء شعبٍ أبيٍ يقدم البطلَ تلوَ البطلِ.
صلاح الدين حلس-الكويت