للأسف! نسيت أن أشحن البطارية اليوم، لازدحام النهار بأعبائه الثقيلة التي لا تنتهي، ومع انسدال المغيب، اكتشفت أننا جميعنا سنقضي الليلة في الظلام.
أنرتُ الصالة بكشاف الهاتف، وقلت محاولة إضاءة الأمل: انسوا الظلام، وتناسوا صوت الزنانة، وحاولوا أن تتذكروا أجمل موقف حدث اليوم!
أجابني عليٌّ ضاحكًا: رأيتُ أناسًا يتجمهرون لشراء خميرة للحلوى يبدو أنها قديمة؛ وكلما استنشقها أحدهم عطس!
تعالى ضحكنا كثيراً! والغبار جالس هناك في ذهول.
سألت: وأنت يوسف؟
أجابني ضاحكًا: رأيت عجوزاً في قارعة الطريق تبيع أدويةً عدة، وكلما مرّ عليها أحدهم ليشتري دواء تقول له بلثغة مرّة: الدواء أمامك على البسطة اختر منها ما بدا لك..
ضحكنا.. وكان صوتنا أعلى من هدير الزنانة، وأدفأ من كأس الشاي الذي بيدي ..
يسألني يوسف ضاحكاً: وأنت دورك الآن! ما أجمل موقف مر بك اليوم؟
أجبته بثقة: هذه اللحظة! يغرق بيتنا في الظلام، وحولنا عواء الطائرات! ولكننا نشعل الأمل.. ونضحك رغماً عن كل شيء.. لو ترانا الطائرة ونحن نضحك هكذا ستنتحر حتماً!

مريم قوش – غزة