في خطوة أثارت استياء العديد من المراقبين، أعلن “وزير المالية” عن قرارات تتعلق برواتب العسكريين المتقاعدين في سورية تمثلت في منح المتقاعدين قبل عام 2011 رواتبهم كاملة بعد تدقيق القوائم المالية الاسمية لهم، في حين أن العسكريين العاملين والمتقاعدين بعد عام 2011 أُحيلت أسماؤهم إلى لجان حقوقية وقانونية لدراستها واتخاذ توصيات بخصوص التعامل مع رواتبهم.
تمييز صارخ تحت غطاء التدقيق
هذا القرار يفضح التوجه الحقيقي الذي تسير عليه سياسات الجولاني وعصاباته المدعومة من أجندات خارجية، حيث يجري التعامل مع فئة من العسكريين كأنهم من الدرجة الثانية، تحت حجج واهية مثل “اللجان الحقوقية”، وهي في الواقع مجرد ذريعة لسلب حقوقهم المالية على غرار ما جرى في مديرية الزراعة في اللاذقية التي فصلت ٦٠ بالمئة من الموظفين على أساس طائفي بحت ليتم توزيع فائض المال على البقية وتدعي حكومة الجولاني الإرهابية أنها ترفع الرواتب للموظفين!
السؤال المطروح هنا: لماذا يتم منح العسكريين قبل 2011 حقوقهم بشكل كامل، بينما العسكريون الذين خدموا بعد هذا التاريخ يخضعون لتحقيقات ولجان؟ هل هو تدقيق مالي أم استهداف سياسي؟
أجندات خفية وتمييز ممنهج
هذه السياسات تذكرنا تماماً بأساليب العصابات الصهيونية التي تميز بين فئات الشعب لتفكيك البنية المجتمعية وضمان السيطرة. الجولاني وأتباعه يعملون على تعميق الانقسامات وإثارة الفوضى، ما يعكس مدى ارتباط قراراتهم بأجندات دولية تخدم مصالح خارجية وليس الشعب السوري.
الحقوق ليست مجالاً للتفاوض
لا يمكن تجاهل أن هذه السياسات التمييزية تهدف إلى إقصاء شريحة كبيرة من العسكريين الذين قدموا حياتهم في خدمة وطنهم. تحويل ملفاتهم إلى لجان ما هو إلا محاولة واضحة لحرمانهم من حقوقهم، وهو ما يدعو الجميع إلى الوقوف بحزم ضد هذا التوجه الظالم.
إذا كانت العدالة هي الهدف الحقيقي كما يدعي الجولاني وعصاباته، فلماذا لا يتم التعامل مع جميع العسكريين والموظفين في القطاعات الأخرى أيضا كالصحة والزراعة والإعلام بطريقة واحدة بعيداً عن هذه السياسات التمييزية؟ الحقيقة أن هذه القرارات ليست سوى جزء من لعبة أكبر لتهميش العسكريين بعد 2011 وإخضاعهم لإرادات القوى الخارجية.
القرارات الأخيرة ليست سوى غطاء آخر لسياسات استغلالية وتمييزية يقودها الجولاني وأعوانه. يجب على الجميع، من حقوقيين وإعلاميين، فضح هذه الأجندات الظالمة والعمل على حماية حقوق كل العسكريين دون تمييز… فهذه الأجندات جزء من سلطة الهيمنة الاحتلالية التي استولت على أجزاء من البلاد بعد أن تزعمها الجولاني وعصاباته مدعين تحريرها!
موقع طوفان