إذا أبغضني شخص ما ، فإنني سأتساءل … هل هو شخص يهوى بغض الناس …؟ أم أنني ارتكبت شيئاً جعله يبغضني …؟ وإذا كرهني شخصان ، فسأبدأ بالتساؤل فوراً عن النقيصة التي لديّ ، والتي جعلت شخصان يجمعان على كراهيتي … اليهود يبغضهم معظم بني البشر ، وينكر أفعالهم الله والرسل والأنبياء والصالحين والفلاسفة ، ولكنهم يصرّون على أنهم على حق ، وأنهم أفضل الناس ، وأن بقية البشر هم من الاغيار ، ويستحقون القتل … أما الأطفال فهم مشاريع إرهابية ، وعلينا أن نقتلهم قبل أن يصبحوا كذلك … كوكبنا الأرض هو كائن يولد ويصل إلى منتصف العمر ويشيخ ويهرم ثم يموت … وهو أيضًا معرّض للمرض تمامًا كما الانسان… كوكبنا مريض بالسرطان أيها السادة ، والغدة السرطانية التي قد تودي به الى التهلكة هم هؤلاء اليهود التلموديين الذين إن لم يستأصلوا من الشأفة ، فعلى الأرض السلام … في الرياض ، تنادوا إلى عقد قمة أخرى ، والدليل على أنها قمة أخرى أنها عقدت ، وانفضّت ، وأفضت الى لا شيء ، سوى من بعض الجلبة ، والخطب الرنّانة ، والبيانات الزنّانة …. لقد طالبوا بطرد ” إسرائيل ” من الأمم المتحدة ، ثم طالبوا بوقفٍ لإطلاق النار تحت البند السابع ، والأمران ، ويعلم المجتمعون ، ان لا مناص لتنفيذهما من تجاوزهما لعقبة الفيتو الأمريكي الكأداء ، وهو ما لن يحدث ، تصعيد هو ، إذن ، لفظي كلامي لن يترتب عليه سوى الرذاذ ، وفقاعات الهواء ، والتبجّح الفارغ ، والإنجازات الخطابية ، أما ما كان في متناول اليد ، وقابل للتحقيق ، وهو في نطاق الإرادة الذاتية لكل دولة من دول المجموعة العربية والاسلامية ، وأعني بذلك قطع العلاقات مع الكيان ، وطرد سفير الكيان ، ووقف مرو الإمدادات اللوجستية والتذخيرية والتسليحية والتموينية عبر الأراضي والموانئ العربية ، فلم يتم التطرّق إلى ذلك بتاتًا ، ويستطيع سفراء الكيان الذي يقتل أطفالنا ونساءنا ، ويدمر البنى التحتية في بلادنا أن ينام نومة الملائكة هانئاً مطمئنًا سعيدًا مرتاحًا في عمّان وفي القاهرة وفي دبي وفي المنامة ، وفي أي بلد عربي أو إسلامي توجد فيه سفارةً صهيونية … أما الضحية الأخرى ، إضافةً الى فلسطين ولبنان في هذه القمة ، فلقد كانت اللغة العربية ، فرغم تواضع قدراته في لغة القرآن ، إلّا أن محمد بن سلمان بدا وكأنه سيبويه مقارنةً بأبي الغيط ونجيب ميقاتي ، الذين ظهرا وكانهما في حالة معاناة وضياع وصراع نفسي وهما يقرآن كلمتيهما ، فالمجرور يرفع ، والمنصوب يضمّ ، والمرفوع يجرّ ، أما ملك الأردن ، فلقد أتحفنا بخطاب عربي ، ولكن بلكنة إنجليزية … ودعونا ننتظر ما لن يحدث … لن تطرد ” إسرائيل ” من الأمم المتحدة ، ولن يصدر قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع لوقف إطلاق النار … وإلى ان يحدث ذلك … عساكم من عوّاده كما يقول إخواننا في الخليج .
سميح التايه