المتكئون على أرائك الدنيا!

11 11 2024 7:17 صباحًا
نوفمبر 11, 2024

ماذا تريد الشعوب العربية كما تقول ، والإسلامية كما تدعي أكثر من 50 ألف شهيد في غزة ، جلّهم من الأطفال والنساء ، و110 آلاف جريح ، ومئات آلاف الجوعى والعطشى والمرضى والمحاصرين والذين تقصف خيامهم فيحترقون داخلها أحياءً وتلملم أشلاؤهم وتتناثر أعضاؤهم ذات اليمين وذات الشمال… كي تتحرّك … ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول ، والإسلامية كما تدّعي ، أكثر من مشاهدة مدن وقرى الجنوب اللبناني وقد أحيلت الى أكوام من الحجارة والاسمنت المسلّح ، وضاحية بيروت الجنوبية ، تدكّ بلا رحمة ، وبلا هوادة ، والبقاع يزال من الوجود تدريجياً ، والشهداء والجرحى خلال شهر واحد بلغوا ما لا يقل عن 20 ألف … كي تنفعل … ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول ، والاسلامية كما تدّعي ، وهي ترى المسجد الاقصى يدنّس يوميًا ويستباح من قبل أنجس ما خلق الله … وأرض المعراج ، ومسقط رأس المسيح يستولى عليها ويجرى ضمها بالقوة ورغم أنف الأمتين العربية والاسلامية… كي تتململ … ماذا تريد هذه الشعوب العربية كما تقول ، والإسلامية كما تدّعي أكثر من أن تسمع وترى كبار القيادات في الكيان الغاصب ، وهم يصرّحون علانيةً بالصوت والصورة والخريطة بأن الكثير من البلاد العربية والإسلامية ستصبح جزءاً لا يتجزّأ من الكيان ، وأن على الشعوب التي تقطن هذه الجغرافيا الاختيار بين الاستعباد أو القتل ، لأنهم ينتمون الى أجناس أدنى من اليهود الخلّص ، وهم أغيار أو غوييم يحق لبني إسرائيل ان يفعلوا بهم ما يشاؤون … ماذا تريد هذه الشعوب المستغرقة في إغفاءة يبدو أنها سرمدية ، ويبدو أنهم لن يوقظهم من هذا السبات العميق على أرائك الدنيا العفنة إلّا والرؤوس تتطاير ، والدماء تجري كالانهار ، ووجودهم برمّته غدى في مهب الريح … والمنادي ينادي … ناموا ولا تستيقظوا… ما فاز إلا النوّم .
سميح التايه