سفر المقاومة

27 09 2024 7:00 صباحًا
سبتمبر 27, 2024

فيروز لم تخدعنا عندما قالت إننا جيران القمر، ولم تخدعنا عندنا غنت (سوا ربينا)، قديمة هذه البلاد، سورية ولبنان، و مازالت تدين بالولاء لثقافة السنديان والارز. تسند رأسك إلى شجرة زيتون في هذه الجبال أو تلك الجبال و تشعر أن راحة الدنيا و راحة الآخرة في راحتيك….

هذا قدرنا هذا قدر بلاد الشام. لا تستطيع أن تختار قدرك كما لا تستطيع أن تختار اسمك. نحن عملاء لضوء القمر في تدمر لأن فينا صرخة زنوبيا إياها….
على فكرة طيف زنوبيا مازال يتجول بين الحارات الدمشقية، على ذمة أحدهم هي أحياناً تقدم القهوة في قصر الضيافة هناك في الربوة…
أحدهم حدثني أنها كانت تقدم القهوة المرة اليوم في عزاء شهداء المقاومة….

إذاً إلى كل:
تلك الببغاوات التي تظهر على الشاشات…
إلى ناقري الدفوف إياهم….
إلى الذين لا يجيدون إلا تسويق الغبار…..
إلى الذين يريدون أن يصنعوا من دمنا ثانية و ثالثة أحذية ليهوذا الاسخريوطي…..
إلى الذين لا يفرقون بين سيف الدولة و كافور الاخشيدي..
إلى الذين يبيعون أطفالنا مرة على رصيف أورشليم و مرة على رصيف آرام ذات العماد…
إلى الذين أفواههم حين يتكلمون هي أفواه الضفادع…
إلى الذين يعيشون في ثقوب الأبواب و يتنفسون ثاني أوكسيد العمالة….
إلى الذين يغتسلون و يغتسلون بالعار…
إلى الذين يأتون من بطون أمهاتهم و هم يحملون الرايات البيضاء….
إلى الذين دونت على بطاقة هويتهم هذه العبارة: الوضع العائلي : بيدق شطرنج….
إلى كل تلك الأحذية التي تلهث و تلهث بحثاً عن قدمي العم سام…

إليكم كلكم تذهب هذه الكلمات حتى ولو سيراً على الأقدام، هذه البلاد لن تنحني، لن تنحني، هذا ليس كلاماً للريح، هذا كلام للدم الجميل، لذلك الدم السوري واللبناني العبقري…..
لقد تحملت هذه البلاد الكثير و الكثير لكي لا تتحول هذه المنطقة إلى موطئ قدم للشيطان الرجيم….

من ينسى أمهات الذين استشهدوا؟…
لأمهات الذين استشهدوا، لأمهات الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا، تنحني هذه الكلمات…

هذه أرمادا أخرى و تذهب، و ليكن ما يكن…
هل يمكنهم أن يقتلعوا التراب؟؟!!..
أن يقتلعوا الهواء؟..
إن يقتلعوا الارز؟..
إن يقتلعوا السنديان؟….
أن يقتلعوا التاريخ؟…
هذه اجمل البلاد القديمة، واقدم البلاد الجميلة……

وتذكروا أن فيروز غنت لنا (خطة قدمكم)…..

باسل علي الخطيب – سورية