تتناسب القوة مع الشجاعة تناسباً طردياً في معظم الحالات، إلا في الحالة التي تجتمع فيها مقدرات القوة للجبناء. الكيان الصهيوني وجيشه خير مثال لندلل على هذا الوصف.

قال صامويل كولت مخترع المسدس عام ١٨٣٥م بعد الانتهاء من تصميمه (الآن يتساوى القوي والجبان). قبل معادلات الردع التي وضعتها المقاومة كان العدو الجبان يتفرد بقوة العتاد أمام أصحاب الحق العزّل الشجعان، فكان لا يتردد بالبطش من وراء الجدار والمتراس. أما بعد أن منَّ الله علينا ومكّن شجعاننا من جلب السلاح وتصنيعه اختلفت المعادلة تماماً. كيف لا والعدو يسعى جاهداً لسلك طرق في حروبه لا يسلكها إلا الجبناء، فحيناً يقصف شعباً أعزلاً، وحيناً ينثر سماً في لقاحات شلل الأطفال، وأخيراً يستخدم الحرب السيبرانية بشكل عشوائي بين المدنيين إذ يفجر أجهزة الاتصالات، فيصيب الآلاف من المدنيين الأبرياء، ويقتل منهم العشرات ومن بينهم الشهيدة الطفلة الجميلة فاطمة جعفر، وهي في بيتها حيث يفترض الأمان.

قام مستشار رئيس حكومة الكيان بحذف تغريدة تبنى من خلالها مسؤولية الكيان عما حدث في لبنان بعد دقائق من نشرها حسب ما صرحت يديعوت أحرونوت، وطلب نتنياهو من مسؤولي الكيان عدم الإدلاء بأي تصريح بعدها، وخاصة بعد البيان الذي نشرته المقاومة الإسلامية في لبنان الذي توعدت فيه بالرد القاسي. والآن وبعد أن عمَّ الهدوء النسبي على أجواء الشمال المحتل منذ مساء اليوم، هدوء ما قبل الرد، هرع الكيان لفتح الملاجئ لقطعان المستوطنين في كل الشمال والوسط، ولسان حال المقاومة بأن الثأر آت.

يحضرني قول جرير في كل حادثة غدر تتعرض لها شعوبنا من قبل العدو الجبان:

ما زلت تحسب كل شيء بعدهم

خيلًا تكرّ عليكم ورجالا

نعم نحن أصحاب الحق وأهل الشجاعة، ولا ننسى شهداءنا ولا نتنازل عن دمائهم حتى وإن كان الثمن فناءنا، فلا نبيت على ظلم أبداً، فنحن نكثُر حين نُقتل ونقوى حين نُظلم، وهيهات منا الذلة.

صلاح الدين حلس – الكويت