” نتجه نحو عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية !!! “
هذا ما أدلى به “رئيس الوزراء الإسرائيلي” قبل قليل .
السؤال المنطقي والطبيعي ؟ هل يستطيع “الجيش” الاسرائيلي فعلًا تنفيذ هكذا عملية ؟

  • بدايةً من المؤكد في البعد النظري أن “الجيش” الإسرائيلي يمتلك القدرة ، لكن من المؤكد أيضًا أن العاجز عن تحقيق أهدافه في غزة المحاصرة والمحدودة الإمكانيات سيكون عاجزًا أيضًا عن تحقيق أهداف أي عملية باتجاه لبنان .
  • استخدام القدرة يجب ان يكون مرتبطًا بمجموعة من الاستعدادات التي لا أجد أي مؤشرات واقعية مرتبطة بها ، علمًا أن  نتنياهو يتحدث عن عملية قوية وليس عن حرب شاملة وهو ما يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار بما يرتبط بمستوى الاشتباك الذي يمكن ان يكون متدرجًا وليس دراماتيكيًّا .
  • وجود مانعَين أساسيين لتنفيذ عملية ناجحة ضد لبنان .
    ١- عدم جهوزية “جيش” العدو ووضعية الاستنزاف التي يعاني منها خصوصًا أنه يقاتل على أكثر من جبهة ما يحرمه من استخدام أية احتياطيات يجب أن تتوفر لأي جيش حتى يحافظ على وتيرة ثابتة للعمليات ، إضافة إلى فقدان العدو عنصرَي المفاجأة والمناورة مع ضرورة التأكيد أن “الجيش” الإسرائيلي استخدم كل وأي شيء لديه ناريًا وتقنيًا وإن كان بمستوىً منخفض لكنه بات مكشوفًا بتكتيكاته وخططه وهو عنصر سلبي لا يساعد على تحقيق الأهداف .
    ٢- جهوزية المقاومة وانكشاف أساليب وخطط العدو لها إضافة إلى عدم استخدام المقاومة إلا جزءًا بسيطًا من قدراتها النارية والبشرية سوى إدخال سلاح المسيرات بأسراب لا تزال ضمن نمط التقنين في استخدامها ، إضافة للمسيرات تم استخدام الطراز المتطور من صواريخ كورنيت EM وصواريخ الماس ومدى الطرازين ١٠ كلم مقابل المدى الأقصى للدبابات الإسرائيلية الذي يبلغ ٤ كلم فقط ما يعني وضع الدبابات ضمن الاستهداف لمسافة كبيرة قبل أن تتمكن من استخدام قوة الصدم والقوة النارية .
  • في التحليل لدى العدو أكثر من خطة للتعامل مع المقاومة من بينها سيناريو الاندفاع البري والحملة الجوية ومناورة الالتفاف على لبنان والإنزالات الجوية والبحرية وكلها سيناريوهات مكلفة على العدو سأفصلها غدًا كل سيناريو لوحده .
  • في التقدير إن العدو سيلجأ إلى التصعيد التدريجي وتكثيف ضرباته الجوية لإضعاف قدرات المقاومة وهو ما لم ينجح به حتى اللحظة حيث تنطلق الصواريخ من نفس الأمكنة التي يستهدفها العدو بالأحزمة النارية .
  • خاتمة : حتى اللحظة لا يمكن الجزم في إمكانية ذهاب العدو إلى المستوى الأعلى دفعة واحدة خصوصًا الضربات الجوية واعتقادي أنه سيقوم بضربات اختبارية لمعرفة كيف ستتصرف قيادة المقاومة معها .

يقول المثل : مجنون ألقى حجرًا في البئر ، مئة عاقل عجزوا عن انتشاله .
هكذا هو حال نتنياهو ، يمكنه التصرف بجنون ويطلق الحرب الواسعة ، لكنه لن يستطيع التحكم بها .

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجة – خريج الاكاديمية العسكرية السوفياتية .