أن تتمكن طائرة مسيرة يمنية من أن تقطع أكثر من ٢٠٠٠ كلم و أن تخترق الأجواء الإسرائيلية لتصل إلى قلب يافا ثم إلى هدفها و تنفجر على بعد أمتار من السفارة الاميركية و في منطقة تعج فيها السفارات، دون تمكن منظومة الدفاع الجوي من التصدي لها و حتى دون تمكن تفعيل أجهزة الإنذار، رغم امتلاك “إسرائيل” تقنيات عالية الدقة للتجسس و المراقبة و التشويش و رادارات متطورة . حيث أن يافا ( تل أبيب) لها رمزية استراتيجية و سياسية و اقتصادية. فهذا يعتبر خرقاً أمنياً خطيراً و كسراً لتوازن الردع لدى دولة الكيان التي وصف إعلامها هذه الحادثة الخطيرة بأنها طوفان أقصى رقم ٢.
هذا الخرق الخطير أظهر أنه لم يعد هناك مكان آمن في هذا الكيان الغاصب. كما أظهر فشل القبة الحديدية و مقلاع داوود و السهم .
الشبه مؤكد أن هذه العملية لن تكون يتيمة بل ستتبعها عمليات أخرى و لكن بأسراب من الطائرات المسيرة.
بهذه العملية أظهر اليمن أنه أصبح قوة يحسب لها حساب في المعادلات الدولية و أنه لاعب أساسي في حرب غزة و أن نصرته لشعب غزة ثابتة لن تتغير لحين توقف آلة القتل الإسرائيلي عن ارتكاب المجازر .
كما أثبت اليمن أنه يشكل جزءاً مهماً في محور المقاومة الذي أثبت أن وحدة الساحات و تكاملها في ما بينها من غزة إلى لبنان إلى العراق ، مؤمَّنة و فعالة.

العميد منير شحادة منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارى الدولية.