في ضوء التقارير الأخيرة الصادرة عن مجلة الشؤون الخارجية “فورين أفيرز” التي تعلن انتصار إسرائيل في الحرب وتفكيك حماس كما يزعم، طُلب من خبيرة في مجال “الإرهاب” وهو المصطلح الذي تصف به حماس – على الرغم من أن حماس منظمة لها كل الحق بموجب القانون الدولي في مقاومة الاحتلال غير الشرعي، ولكنها وُصفت كذلك من قبل الغرب الإمبريالي، بما في ذلك الخبيرة نفسها، في كتابها بعنوان “كيف ينتهي الإرهاب” – تم سؤالها عن رأيها في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، خلال انتهاك إسرائيلي في طهران. وردت الخبيرة بقلق قائلة:
“أنا قلقة للغاية. الاستمرار في استراتيجية القبض على القادة أو قتلهم – وهي استراتيجية قطع الرأس – أمر شائع بين العديد من الجماعات المختلفة. لقد درست 457 مجموعة إرهابية مختلفة، والنجاح في قطع الرأس يتحقق مع الجماعات الصغيرة التي تتميز بهيكل هرمي وعبادة الشخصيات، وعادة ما تكون أعمارها لا تتجاوز 10 سنوات. ولا تنطبق أي من هذه الخصائص على حماس. فحماس هي مجموعة مترابطة بشكل كبير، قديمة، مترابطة إقليميًا، وتختلف تمامًا عن أي من المجموعات التي تناولتها في دراساتي والتي انتهت باستخدام استراتيجيات قطع الرأس. لذلك، أجد أنه من المؤسف أن يستمر أصدقاؤنا الإسرائيليون في اتباع نفس النهج. وأعتقد أن هدفهم المعلن، وهو إنهاء حماس، يزداد بعدًا مع كل محاولة.”
تشير هذه الخبيرة إلى أنه على الرغم من التقارير التي تدّعي هزيمة حماس، فإن استراتيجية استهداف القادة وحدها من غير المرجح أن تحقق الهدف النهائي لإسرائيل المتمثل في القضاء على حماس، بل قد تؤدي إلى ترسيخ وجود المنظمة، نظرًا لاختلاف حماس بشكل كبير عن الجماعات التي تم تفكيكها من خلال مثل هذه الأساليب في السابق. ولكن يبدو أن منهجية الكيان مبنية على قلة الحيلة والتظاهر بالانتصار. ولكن لماذا؟ ما الجدوى من انتصار مزعوم وكذبة مكشوفة؟ إلا إذا كانت مصادرهم تشير إلى أن هذه الاستراتيجية فاعلة في التأثير على الرأي العام، الذي حاول أن يصنعه المشروع الصهيوني من خلال المناهج الدراسية والإعلام والفنون لخلق جمهور عالمي لا يقرأ، لا يفقه.. وبهذا يتحقق النصر الصهيوني دون أن يتحقق في الواقع. نعم، لقد نجحوا عندما ينظر العالم إلى قتل الأطفال واغتصاب الرجال والمجازر التي تُرتكب بحق النازحين الجائعين، دون أن يتحرك ساكن إلا القلة من الشرفاء والأحرار في هذا العالم المتخاذل الهمجي، الذي تبين أنه ما زال غير حضاري، ومتمركز حول قانون الغاب.
ولكن، بيننا الأيام والليالي، والميدان والكتاب، يا أهل الغاب.
رند سكسك – أستراليا