يصفه البعض بناجي العلي البرازيلي، على اعتبار أنّ رسوماته الكاريكاتورية تُعبّر عن همومٍ وقضايا عربية، كما أنّ أعمالهم الفنية مُباشرة بدرجة كبيرة حيث إنها ترسم الواقع بوضوح دون الإفراط في استخدام العناصر مع الالتزام بكتابة عبارات ذات دلالات مباشرة.
وُلد كارلوس أدموندو بيزيرا دي سيلفا في بلدة سان كريستوفان الواقعة على أطراف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، في 30 نوفمبر عام 1968،و اكتسب لقب لطوف عن جده لأمّه لبنانية الأصل، كان جده هذا يُدعى نجيب لطوف، وُلد في لبنان وعاش فيها حتى عشرينيات القرن العشرين، قبل أن يُهاجر إلى البرازيل التي عاش وأنجب أبناءه فيها ، ومنهم والدة كارلوس وتُدعى سيباستيانا ماريا أباريسيدا لطوف.
كان لطوف لا يُجيد العربية مثل والدته، لكنه مع ذلك يُعرِّف نفسه باسم لطوف كدلالة على أصوله العربية التي يفتخر بها بشكل أو بآخر، خاصة بعد أن قرر تبني القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بدأ تأثره بالقضية الفلسطينية بعد زيارته للضفة الغربية عام 1999، تلك الزيارة التي تبعتها زيارات أخرى زار بها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقد كان لهذه الزيارات أثراً كبيراً في قراره “النضال” ضد الصهيونية والإمبريالية الغربية.
يقول لطوف: بعد زيارتي للضفة الغربية عام 1999، قررت دعم النضال لنصرة القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن انكشفت لي بشاعة السياسة “الإسرائيلية” والجرائم التي ترتكبها في حق هذا الشعب.
يعمل لطوف لحسابه الخاص، ورغم ذلك فإن رسوماته لاقت انتشاراً واسعاً، بعد أن نشرتها العديد من المجلات والصحف الأجنبية والعربية، ومع تضخم أثر مواقع التواصل الاجتماعي، ركّز لطوف على نشر رسوماته عبر تلك المواقع خاصة ذات الجمهور العربي، مُواكبًا أحداثًا هامة ومُؤثرة، مثل حرب تموز في لبنان عام ٢٠٠٦ و حروب غزّة ومن ثم قضية الحصار المفروض على القطاع، وقبلها غزو أفغانستان وغزو العراق.
يصف الكثير أعمال لطوف أنها شديدة القوة في النقض، ولأن لطوف كان صاحب رسالة وقضية معادية للكيان و سياساته وجرائمه حتى بات يوصَف بناجي العلي صاحب شخصية حنظلة الذي قام الموساد باغتياله لكسر ريشته ودفن حملته الإبداعية المقاومة للاحتلال. قامت القوى الإمبريالية والداعمة للصهيونية بوضع لطوف ضمن قوائم مُعاديي السامية.
عُرِفَ لطوف بيساريته ليس فقط في أعماله، لكن أيضًا في أسلوب حياته البسيط، فإنه يعيش على ما يتسنّى له بيعه من رسومات لا تلقَ اهتماماً عند العديد من الصحف خوفاً مما قد تتعرض له بعيد قيامها بنشر أعماله من عقوبات هي في غنىً عنها ، فقبل لطوف بالقليل رُغم عروض قد جاءته من عرب بتبنيه ماديًا في مُقابل تمسكه بدعم القضية الفلسطينية و قضايا عربية أخرى، رفض إلا أن يعيش كما يعيش، ويعمل كما يعمل لحساب نفسه وما يعتقد فيه محتفظاً وحافظاً لمبادئه خوفاً من أن تحتكر موهبته بعقد مادي مع تقييد حريته أو إجباره على مخالفة مبادئه.
يقول لطوف: رسوماتي ليست مُخصصة لقرّاء الطبقة البرجوازية، فأنا لا أهتم أبدًا برأيهم، أرسم للناس في غزة، في بغداد، في أميركا اللاتينية، أرسم للناس العاديين، للشعب.
صلاح الدين حلّس – الكويت