الاستحقار الماسوني للمسلمين عبر القرآن الكريم.
أخت شهيد كربلاء اليمن
تجاوزت الحرب على الإسلام حدود السياسة والاقتصاد، لتصل إلى عمق العقيدة والرموز المقدسة. ما أقدم عليه أحد المرشحين الأمريكيين مؤخرًا، بوضع المصحف الشريف في فم خنزير، هو مشهد درامي مدروس، برعاية ماسونية، يحمل دلالات خطيرة ورسائل موجهة إلى الأمة الإسلامية جمعاء.
هذا الفعل الاستفزازي ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الإهانات المتعمدة، التي تهدف إلى جس نبض الأمة، وقياس مدى تمسكها بدينها ومقدساتها وهويتها. إنها محاولة لاختبار الغيرة الإيمانية، واستكشاف من تبقى من المسلمين الصادقين الذين لا يزالون يعتزون بقرآنهم، ويغارون على نبيهم، ويثبتون على عقيدتهم رغم كل التحديات.
الماسونية العالمية، التي تقودها قوى الكفر العالمي، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، تسعى إلى إعادة تشكيل خارطة الصراع مع الإسلام، من خلال أدوات ناعمة وخشنة، تبدأ بالإساءة وتنتهي بالاحتلال الثقافي والعسكري.
لقد سخر الغرب من العرب والمسلمين بما فيه الكفاية، واستباح مقدساتهم، وأجبر أنظمتهم على التطبيع، ودفع الجزية، وتسليم الثروات، بل وبات يتدخل في تشكيل هوية المنطقة وتغيير ملامحها كما يشاء. هذا الشعور بالهيمنة لم يأتِ من فراغ، انما من واقع عربي وإسلامي هش، خضع للابتزاز، ورضي بالتبعية، وتنازل عن ثوابته.
رغم هذا المشهد القاتم، لا تزال هناك شعلة مضيئة، تقاوم وتثبت وتواجه. إنها اليمن، بقيادة أنصار الله، الذين تولوا الله ورسوله وأمير المؤمنين عليًا وأهل البيت الأطهار، وساروا على نهج القرآن الكريم، فهمًا وتطبيقًا، ورفضوا الخضوع للهيمنة الغربية.
اليمنيون لم يتأثروا بالحروب العسكرية، ولا بالحملات الإعلامية، ولا بالحروب الناعمة. تسع سنوات من العدوان لم تزدهم إلا ثباتًا، ولم تنل من يقينهم، بل زادتهم تمسكًا بدينهم وهويتهم ومقدساتهم.
ما فعله المرشح الأمريكي هو إعلان صريح عن مرحلة جديدة من الحرب على الإسلام. إنها محاولة لإعادة رسم استراتيجية المواجهة، بعد أن فشلت كل الوسائل السابقة في كسر إرادة الشعوب المؤمنة، وعلى رأسها الشعب اليمني.
هذه الإساءات المتكررة للقرآن الكريم، وللرسول الأعظم ﷺ، ليست إلا إعلانًا من الشيطان الأكبر، زعيم الماسونية، ببدء معركة كبرى بين الحق وأهله من الإنس والجن والملائكة، وبين الباطل وأعوانه من شياطين الإنس والجن.
نقولها بوضوح كما قالها مولانا القائد العلم: إن تدنيس المقدسات الإسلامية، والإساءة للقرآن الكريم، لن تمر دون حساب، وسوف تجلب لكم غضب الله وسخطة. ان هذه الأفعال لن تُضعف عزيمتنا، بل ستزيدنا يقينًا وثباتًا. لقد جربتم الشعب اليمني بكل الوسائل، وحاولتم إبعاده عن دينه، وزرع الفتنة في صفوفه، فلم تفلحوا.
فاحذروا غضب الله وسخطه، واحذروا بأس أمة لا تزال تحتفظ بكرامتها، وتعرف طريقها، وتدرك أن معركتها معكم دينية وجودية، بين نور الله وظلام الشيطان.
ما يجري اليوم هو معركة وعي، واختبار إيمان، وتمييز بين من باع دينه بثمن بخس، ومن ثبت على العهد. اليمن، رغم الجراح، لا تزال تقف شامخة، تذود عن القرآن، وتواجه الكفر بصلابة وإيمان.
فتربصوا… إنا معكم من المتربصين.
حنان عوضه
