■ بمزيد من الأسى والحزن، تودع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واحداً من كبار مؤسسيها، ورجلاً من رجال الرعيل الأول، وقائداً وطنياً كبيراً، وعضو مكتبها السياسي الرفيق خالد عطا، الشخصية الوطنية المرموقة وصاحب السيرة الذاتية العامرة بالتضحيات وكل معايير الإخلاص في خدمة قضية شعبه والتزامه الثابت على مدى ستة وخمسين عاماً، تقلد خلالها العديد من مهامه القيادية، أثبت خلالها جدارته الكفاحية كما شكل في الوقت نفسه نموذجاً يُعتد به في التفاني في أداء مهامه بصمتٍ وتواضعٍ مميزين.
ولد القائد الوطني الكبير الشهيد أحمد زكي عبد العال (خالد عطا) عام 1943 في بئر السبع في فلسطين من عائلةٍ كادحة ومناضلة.
لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة حيث انخرط منذ مطلع شبابه في النضال الوطني.
انتقل إلى القاهرة لمتابعة دراسته الجامعية، وفيها انخرط في تشكيل الخلايا الأولى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
اضطر للرحيل عن مصر إلى ليبيا حيث أسهم في بناء فرع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من بين أبناء الجالية الفلسطينية.
انتقل إلى الجزائر حيث كلف بنقل تجربته النضالية إلى صفوف الجالية الفلسطينية وأسهم بدورٍ رئيسي في بناء فرع الجبهة الديمقراطية في الجزائر.
لبى نداء الواجب الوطني فالتحق بالمقر القيادي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيروت عام 1978 حيث تقلد عدداً من المهام من بينها وضع خبرته العلمية في خدمة حزبه باعتباره خبيراً اقتصادياً.
خاض إلى جانب رفاقه في لبنان معارك الدفاع عن الثورة ومنظمة التحرير ومخيمات اللاجئين.
شارك في التصدي للغزو الإسرائيلي في لبنان عام 1982 وأبدى شجاعةً مميزة إلى جانب رفاقه وإخوانه في الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
انتقل إلى العاصمة السورية دمشق حيث تولى مهاماً عديدة قدم خلالها نموذجاً وخبرةً أكد خلالها استحقاقه في عضوية المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية.
نال عضوية المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني لفترةٍ طويلة.
أسهم في كتابة العديد من الدراسات القيمة عن الاقتصاد الفلسطيني في ظل الاحتلال وعن الأوضاع المالية لوكالة الأونروا.
فارق الحياة شهيداً في 19 كانون الأول 2025 بعد معاناةٍ قصيرةٍ من المرض مخلفاً وراؤه سيرةً تشكل مفخرةً للجبهة الديمقراطية وكل منضاليها ولشعبه ولقضيته الوطنية.
والجبهة الديمقراطية وهي تودع قائداً من قادتها، ومؤسساً من مؤسسيها وعضواً في مكتبها السياسي ومناضلاً اشتهر بتواضعه وتفانيه الصامت فإنها تعاهد رفيقها القائد أحمد زكي عبد العال (خالد عطا) على حفظ سيرته ومواصلة مسيرة الوفاء لشعبنا وشهدائنا وأسرانا الأبطال حتى الحرية وتقرير المصير والدولة المستقلة وحق العودة ■
الإعلام المركزي
19\12\2025
