صفاء المتوكل

حين نطق نتنياهو بقوله إن راية الحوثيين ليست كأي علم وإن وجودها مرتبط بتدميرهم لم يكن يتحدث من موقع قوة بل من عمق الرعب الذي يسكن قلبه رعب كيان يعيش على الوهم ويهتز أمام راية خرجت من جبال اليمن لا تحمل نفوذا دوليًا ولا تحالفات كبرى، بل تحمل حقا لا يموت، لم تكن الجملة زلة لسان بل كانت سقوطًا مدويًا لحاكم مغرور اكتشف أن نفوذه ينهار أمام إرادة شعب صامد شعب حوصر ثمانية أعوام وقاتل وسقط منه آلاف الشهداء ثم نهض من جديد أقوى وأشد وأكثر حضورًا في معادلات المنطقة، راية تهزم أسطورة الجيش الذي لا يقهر،إن يقف الاحتلال بكل ما لديه من سلاح نووي وطائرات متقدمة ورادارات دقيقة مرعوبًا من راية يمنية فهذا وحده كافٍ ليقول إن زمن الهيبة “الإسرائيلية” انتهى

الراية التي يخافها نتنياهو ليست قطعة قماش بل إعلان ولادة قوة عربية حرة لا تعرف الانكسار. هي صوت مقاتل يقف في البحر الأحمر ويقول هنا اليمن وهنا الخط الذي لن تتخطوه.

اليمن القوة التي كسرت قواعد اللعبة،اليمن لم ينتظر قمة عربية ولم يطلب إذنًا من مجلس أمن ولم يساوم على دماء فلسطين

خرج وحده وحمل موقفًا أخجل العواصم الصامتة وأجبر العالم على إعادة حساباته.

اليمن دخل معركة البحر فاهتزت أسواق المال العالمية وتبدلت خرائط الملاحة وتغيرت لغة القوى التي كانت تظن أن المنطقة ملعب خاص لها. ووسط كل ذلك وقف نتنياهو يصرخ ويحذر من الراية التي تسلب نومه ،؛لأنها الراية التي قالت لإسرائيل انتهى زمنك

صنعاء العاصمة التي أربكت تل أبيب,تل أبيب اليوم تعيش خوفًا حقيقيًا لأنها تدرك أن اليمن ليس دولة تبحث عن نفوذ بل شعب يرى أن فلسطين جزء من عقيدته شعب يعتبر مواجهة الظلم شرفًا وليس خيارًا سياسيًاولهذا كان رد اليمن مختلفًا وصادمًا ومزلزلًاردًا كشف هشاشة الاحتلال وأظهر أن جيشه الذي تباهى به لعقود مجرد أسطورة ورقية سقطت أمام إرادة بلد محاصر.

راية اليمن ليست شعارًا بل تاريخا من النارهي راية شهداء راية رجال لا يساومون ، راية نساء يقدمن أبناءهن بقلوب راسخة ، راية أمة تعرف معنى الحرية وتدرك أن المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموسهاولهذا ترتجف إسرائيل كلما رفرفت؛لأنها تعرف أن سقوط راية اليمن يعني سقوط آخر جندي يقاتل,أما صمودها فيعني استمرار زمن الرعب في تل أبيب.

اليمن مقبرة الغزاة منذ فجر التاريخ من جاءوا بالسيوف عادوا مهزومين ،ومن جاءوا بالبوارج عادوا منكسرين، ومن جاءوا بدعم عالمي رحلوا تاركين خلفهم هزيمتهم، وهذا ما يراه نتنياهو اليوم، يرى اليمن يعيد التاريخيرفع الراية فتسقط أسطورتهيتقدم المقاتل اليمني فينكمش جيشه ويضطرب كيانه.

خاتمة

بحجم العاصفةما قاله نتنياهو لم يكن تهديدًا ولا تحديًا كان اعترافًا خانعًا بأن اليمن بات قوةً لا يمكن تجاوزها. وأن راية اليمن أصبحت جدارًا لا يمكن اختراقه وأن زمن الاحتلال المطلق انتهى، ويبقى اليمن كما عرفه التاريخأرضا عصية، شعبا عزيزا، وراية تحمل من القوة ما يكسر أكبر الغزاة،

الله اكبر

الموت لإمريكا

الموت الإسرائيل

العنه على اليهود

النصر للإسلام

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة