ذهبت تسائل عن فتاها
لهفى يسابقها أساها
السهد أضناها ونار الشوق يحرقها لظاها
وتكاد لولا الكِبر والإيمان تهمي مقلتاها
بالأمس ودعها، وهب يحث للساح المسيرا
وتعاهدا أن سوف يكتب بالدم النصر الكبيرا
أتراه وفى نذره، أم أنه أمسى أسيرا؟؟
قالت: سأسأل من أراه ليطمئن قلبي
قالوا: أتعنين الفتى المغوار؟ قالت إي وربي
قالوا: رأيناه بوجهك إن وجهك عنه ينبي
رأت الجراح بصدره
فاستبشرت تختال كِبرا
كانت جراح الصدر تهتف إنني وفيت نذرا
إني وربك لم أُدرْ
يا أمّ للأعداء ظهرا
فدنت تقبله فقالوا ملتقاكم في الخلود
قالت ودمع الفرحة الكبرى تلألأ في الخدود
حسبي إذا ذكر الشهيد بأنني أم الشهيد

الشاعر السوري مصطفى عكرمة