جلب لبنان للتفاوض مطلوب سوريا – التعليق السياسي – كتب ناصر قنديل
  • أي مراقب للطلبات الأميركية المحمومة لجلب لبنان الى التفاوض المباشر مع كيان الاحتلال وصولا لدعوة رئيس الجمهورية إلى الاتصال المباشر برئيس حكومة الاحتلال، يكتشف أن الأمر لا علاقة له بالسعي لايجاد مخرج من التصعيد الإسرائيلي المتمادي، او التوصل إلى حل للقضايا العالقة بما فيها مصير سلاح المقاومة.
  • يعرف الأميركيون ومبعوثهم توماس باراك أن الدولة بتشكيلتها الجديدة حليف لها، وان قيادة الحكم في لبنان لا تعارض التفاوض مبدئيا، وان تردد الدولة عائد إلى التجربة المرة التي عاشتها الدولة مع الخذلان الامريكي في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي كتبته ورعته وكفلت تنفيذه اميركا نفسها، ثم تنكرت لدورها عندما صار ثمن الالتزام الضغط على اسرائيل، وتخشى هذه الدولة تكرار الأمر إذا استجابت لدعوات التفاوض، ولا تلقى أي تشجيع أو تعهد بحصول العكس.
  • ما يثير ريبة المسؤولين اللبنانيين هو أن المسؤولين الأميركيين يكررون ذكر سورية كمثال من دون انتباه، وليس هناك ما يجب القلق للبنانيين غير المثال السوري، حيث لا  مقاومة ولا سلاح مقاومة تتذرع به إسرائيل وحيث التفاوض متواصل على اعلى مستوى منذ خمسة شهور، لكن لا الاحتلال ينسحب ولا الاعتداءات توقف، ولبنان ليس لديه حظوة سورية ولديه مشاكل ليست لدى سورية، ولا يستطيع تقديم تنازلات مثل سورية التي تكتفي بالعودة الى اتفاق فك الاشتباك على حدود الجولان المحتل وتؤجل مصير أرضها المحتلة، وإذا كان التفاوض الذي يدعى ليه لبنان على المثال السوري فبئس التفاوض، طالما أن الاعتداءات سوف تتوصل والأرض سوف تبقى تحت الاحتلال.
  • ما يزيد من الريبة اللبنانية هو التساؤل، إذا كان القصد أن ثمة مسارا ناجحا للتفاوض سوف ينهي لاعتداءات على الأراضي السورية وينهي احتلال بعضها، لكنه لم يظهر بعد، فلماذا الاستعجال على لبنان، فالواثق من نجاح مسار التفاوض السوري بضمان السيادة بحل تفاوضي مشرف ينتظر النهاية ويقول للبنانيين لا تستعجلوا وسوف ترون نتائج سورية فتعرفون أن مسار التفاوض لا يعني التفريط بالحقوق، ولكن الاستعجال يثير الريبة الأكثر لأن النتيجة مخيبة والمطلوب توريط لبنان بالتفاوض قبل انكشاف الفضيحة السورية.
  • هناك سبب يثير الريبة أكثر وأكثر هو ما يتناهى في الكواليس الدبلوماسية الأميركية والأوروبية، عن شكاوى سورية من عقم مسار التفاوض وتساؤلات لدى القواعد الشعبية السورية للنظام الجديد حول سبب مواصلة مسار التفاوض في ظل استمرار الاحتلال والعدوان بينما لبنان الأضعف والأقل حظوة عند الأميركي يرفض مثل هذا التفاوض، ما جعل الأميركي معني بالضغط على لبنان لجلبه الى التفاوض لحماية مسار التفاوض السوري.