أشار مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، إلى أن “العدو الصهيوني في كل يوم يضرب ويقصف في الجنوب، ولا يوفر مدنيا ولا عسكريا، ونحن نصبر صبرا استراتيجيا، ولكن هذا لا يعني بأن صبرنا لا ينفد.

يجب ان يعرف هذا العدو أنه إذا اعتدى على وطننا او فتح حربا علينا، فنحن سنقاتله قتال الكربلائيين، وكما هزمته المقاومه عام 2000 وفي صيف 2006 ومنعته في معركة أولي البأس من تحقيق أهدافه عام 2024، هي نفسها المقاومة التي ستقاتله في المعركة القادمة وتثأر منه وتنتصر عليه بإذن الله”.

جاء ذلك خلال احتفال أقامه “حزب الله” في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين للحزب السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، و39 شهيدا “على طريق القدس” وفي معركة “أولي البأس” من أبناء أحياء العسيرة، النبي انعام، والشيخ حبيب آل ابراهيم في مدينة بعلبك، بحضور الوزير السابق الدكتور حمد حسن،مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.

وتوجه النمر إلى عوائل الشهداء، فقال: “نحن ندرك أن هناك ألما وحزنا على فقد الأحبة، وهذا أمر طبيعي، الله سبحانه وتعالى زرع فينا فطرة الحب للمقربين منا، وإذا فقدنا عزيزا نبكيه ونبقي على ذكراه، ولكن رغم كل الألم لم نر من عوائل الشهداء إلا الصبر والقوة والثبات والاقتداء بالإمام الحسين وكربلاء.

في معركة أولي البأس قدمت هذه العائلات تضحيات كبيرة جدا، وهناك شهداء عظماء ما زالوا مفقودي الأثر، أنتم تفوقتم علينا، ونحن نخجل أمامكم وأمام تضحياتكم، ولكن عهدنا للشهداء والجرحى بأن نبقى خلفهم ومعهم”.

ولفت إلى أن”خيار مدينة بعلبك منذ الطلقة الأولى عام 1982 مع المقاومة، ونحن اليوم نكرم 39 شهيدا من أبنائها في الذكرى السنوية لارتقائهم شهداء.

بعلبك هي خزان المقاومة وقوتها، والعمل المقاوم متأصل في مدينة بعلبك التي قدمت هذه الكوكبة من الشهداء،  وعلى مر التاريخ قبل عام 1982 كانت بعلبك تقاوم العدوان والاحتلال والاستعمار، وديدن أهلها الوقوف مع الحق دائما، ورفض الظلم، ولمدينة بعلبك وأهلها الكرام منا كل الاحترام والتقدير”.

وأضاف: “أنتم أيها الجرحى مصباح هذه الأمة ونورها وعينها ومثلها الحاضر وحضنها الدافئ، قدمتم ما عليكم ولم تبخلوا بالدماء”.

وتابع: “المقاومة بالنسبة إلينا خيار لا يمكن التراجع عنه، لأننا تعلمنا من التاريخ ومن الحاضر ومن تجربتنا بأن هذا العدو المجرم لا يفهم إلا بلغة القوة، وطالما أن اسرائيل موجودة ومغتصبة للأرض لا يمكن ان نهادن. موقفنا كان وما يزال واضحا المقاومة هي الحل الوحيد، والمقاومة وسلاحها توأمان، والمقاومة وسلاحها خط أحمر، سنحافظ عليه بأشفار عيوننا، وسوف نحفظ وصية الشهداء والجرحى بحفظ المقاومة”.

ودعا إلى ” التكافل الاجتماعي والتعاون لتجاوز هذا الوضع الصعب، وحزب الله كان ولا يزال في خدمة الناس في المجالات كافة، وضمن الإمكانيات المتاحة. وهذه المرحلة هي مرحلة إطلاق المبادرات والتكاتف مع بعضنا البعض، وإكمال المسيرة بعزم”.

ورأى النمر أن “مجتمع المقاومة لم يبخل بالعطاء وبالموقف في كل الاستحقاقات، وكما أثبت في معركة أولي البأس أنه حاضر أكثر من أي وقت مضى، كان حاضرا ووفيا في كل الاستحقاقات، وآخرها الانتخابات البلدية، ونحن أمام استحقاقات جديدة منها الانتخابات النيابية.

واهم من يراهن على تراجع حضور الثنائي الوطني في المجلس النيابي، رهاننا بالدرجة الأولى على الله، وفي الدرجة الثانية على أهلنا الأوفياء في هذا المجتمع المقاوم، وعلى كل بلداتنا التي قدمت الشهداء والجرحى والتضحيات، والتي تعتبر صوتها رصاصة في وجه العدو. ونتوقع المشاركة الكثيفة في الانتخابات، وأن تزيد نسبة المشاركة عن 70 %”.