“قد أقبلوا فلا مساومة… المجد لشعب المقاومة”

🔴الجبهة الشعبية: عملية السابع من أكتوبر صرخةً مدوية في وجه الطغيان الصهيوني أعادت القضية الفلسطينية إلى الوعي العالمي

في الذكرى السنوية الثانية لعملية السابع من أكتوبر، نستحضر لحظة فاصلة في مسيرة شعب لم يعرف الاستسلام أو الخضوع، أكدت المقاومة في ذلك اليوم أنها جوهر الوجود الفلسطيني وروحه الحيّة، وكانت صرخةً مدوّيةً في وجه الظلم والطغيان وجبروت الاحتلال، وإعلاناً مدوياً وجريئاً للعالم بأن الشعب الفلسطيني حيّ، ثابت في أرضه وهويته، ومتمسك بحقه في الحرية والكرامة.

شَكلّت عملية السابع من أكتوبر منعطفاً استراتيجياً غيّر معادلات الصراع وأعاد القضية الفلسطينية إلى قلب الوعي العالمي، وأثبتت أن الإرادة الحرة قادرة على زلزلة منظومات القوة المتغطرسة مهما بلغ تفوقها التقني، وكشفت هشاشة الكيان الصهيوني أمام مقاتلين يمتلكون عزيمةً صلبة وإيماناً بعدالة قضيتهم.

تجاوزت المعركة بُعدها العسكري لتؤكد أن المقاومة منهجٌ ثابت وأن الشعوب التي تتشبث بحقها قادرة على كسر حدود الخوف وصناعة التاريخ من جديد.

غير أن الردّ الصهيوني، المدعوم مباشرةً من الإمبريالية الأمريكية واللوبيات الغربية، لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل تجسيدًا صارخًا لإرهاب الدولة المنظم كأداة استعمارية بامتياز. في غزة، شهد العالم إبادة ممنهجة لم تعرفها الإنسانية منذ عقود، ليس فقط من حيث الوحشية، بل من حيث عقلية الاستعمار التي تبرر المجاعة كسلاح، والحصار كأداة خنق جماعي، وتدمير البنى التحتية الحيوية كجزء من مشروع إبادة منظّم. المستشفيات والمدارس والجامعات ومصادر المياه والكهرباء لم تُستهدف فحسب، بل سويت المنازل فوق رؤوس سكانها، وفُقدت مقومات الحياة الأساسية، وهُجّر مئات الآلاف مرارًا وتكرارًا، كل ذلك يكشف الوجه الحقيقي للمنظومة الاستعمارية “منظومة ترى حياة الإنسان الفلسطيني مجرد عقبة في طريق الهيمنة، ومنتهكة للحقوق، ومصممة على إبادة الإرادة الوطنية”.

يعكس انضمام قوى المقاومة في لبنان واليمن وإيران والعراق إلى جبهة الإسناد لغزة وحدة المصير وعمق التضامن، مؤكداً أن فلسطين ليست وحدها في مواجهة الاحتلال. لقد برهنت المقاومة اللبنانية واليمنية على قدرة الصمود والمواجهة المستمرة، ورغم التضحيات الجسيمة، فإن نهج المقاومة يثبت أنه الطريق لتوحيد الشعوب العربية واستعادة كرامتها وبناء مستقبل حرّ ومستقل بعيداً عن الهيمنة والاستسلام.

كما أثبت الحراك العالمي غير المسبوق ضد الاحتلال، والضغط الدولي على الإدارة الأمريكية وقادة الدول الغربية أن الوعي الإنساني بدأ يستعيد بوصلته الأخلاقية تجاه فلسطين

وقد مثّل مشهدُ العلم الفلسطينيّ وهو يرفرف في أصقاع المعمورة، ويحمله الأحرارُ في العالم خلال مسيراتٍ عارمةٍ وتظاهراتٍ تاريخيّةٍ غير مسبوقةٍ في العواصم والميادين والشوارع، خصوصاً في الدول الغربية، إنجازاً رمزيّاً وإنسانيّاً عظيماً أعاد الاعتبار لقضيةٍ حاول الاحتلال طمسها لعقود. بينما بات الكيانُ الصهيونيّ كياناً منبوذاً ومارقاً على القانون الدوليّ والضمير الإنسانيّ، محاصراً بالغضب الشعبيّ وبعزلةٍ أخلاقيةٍ متناميةٍ تكشف هشاشة سرديّته وزيف ادّعائه بالديمقراطية والإنسانية.

إنّنا في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، وفي الذكرى الثانية لهذه العملية الخالدة، ومع مرور عامين على حرب الإبادة الصهيونيّة ضدّ شعبنا في قطاع غزة، نؤكّد ما يلي:

1.نُحييّ بكل فخر شهداء شعبنا الأبطال، لا سيما القادة والمقاتلين في غزة والضفّة وفي سائر ساحات المواجهة، الذين امتزجت دماؤهم لتؤكد صمود غزة، ونوجه التحية لأسرانا وجرحانا، مؤكّدين أن تضحياتهم ستظل خالدة ومصدر فخر وإلهام.

2.شَكلّت عملية السابع من أكتوبر محطةً مهمةً من محطات شعبنا النضالية المستمرة منذ احتلال فلسطين، وكانت رداً طبيعيّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة والضفّة والقدس، وضدّ الحصار والاستيطان والتهويد. ومن حاول تصوير هذه العملية على أنها بداية الصراع أو سبب المشكلة، نذكره بأن جرائم الاحتلال لم تتوقف منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم، بينما المقاومة كانت دائماً فاعلة ومستمرّة ومشتعلة في كل ساحات النضال، تؤكد صمود شعبنا وإرادته في مواجهة العدوان.

3.في ظل تصعيد الاحتلال حرب الإبادة خصوصاً في مدينة غزة، وتقديم المقاومة ردوداً على المقترح الأمريكي، فإن أولوياتنا تَتمّثل في الوصول إلى اتفاق لوقف فوري وشامل للحرب، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، وإعادة الإعمار. وإن هذه مطالب ثابتة سنتعامل فيها بكل مسؤولية ومرونة من أجل إنهاء معاناة شعبنا.

4.تَتحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية عن أي محاولات الاحتلال لإفشال المفاوضات أو الاستمرار في حرب الإبادة، وهو ما يستدعي ضغوط عربية ودولية واستمرار الحراك العالمي لمنع أي انقلاب على الاتفاق في أي مرحلة.

5.نرفض الوصايا الأجنبية، ونؤكد أن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي، وقد تم الاتفاق برعاية مصرية على لجنة إدارية مؤقتة من التكنوقراط لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية تتحمّل مسؤولياتها في الضفّة وغزة، ويستلزم ذلك لقاءً وطنياً عاجلاً لترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات، ومواجهة التحديات الهائلة التي تحدق بالقضية الفلسطينية.

6.نُؤكدّ حق شعبنا في المقاومة المشروعة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة، وضرورة تصعيد المقاومة في الضفّة لمواجهة مخططات الضم وسياسات الاستيطان والتهويد ومحاولات الاحتلال لحسم الصراع.

7.ندعو إلى موقف عربي وإسلامي ضاغط ومركزي من أجل تثبيت وقف حرب الإبادة بشكل شامل، ويستثمر كل أوراق القوة العربية والإسلامية، ويُفعّل دور الجماهير والأحرار، ومواجهة كل أشكال التطبيع مع الاحتلال.

8.ندعو لاستمرار الحراك العالمي للضغط على الاحتلال وداعميه، ومساءلة مجرمي الحرب دولياً وعلى رأسهم نتنياهو، وفرض تدابير رادعة لإنهاء الإفلات من العقاب، وتوسيع قوافل الحرية البحرية والبرية نحو غزة لكسر الحصار وكشف جرائم الاحتلال.

ختامًاً تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي هذه الذكرى الخالدة، وأمام استمرار حرب الإبادة الصهيونية، أن صمود شعبنا ومشروعية قضيته سيظلان راسخين وثابتين، وإن دماء الشهداء وعزيمة الأبطال هي منارنا الذي يضيء الطريق نحو العودة والحرية، وصوت شعبنا الحر سيبقى أعلى من كل آلة القتل والإجرام الصهيوني، مؤكدة أن فلسطين ستعود إلى سكانها الأصلانيين عاجلاً أم آجلاً من نهرها إلى بحرها بفضل مقاومة وتضحيات أبنائها، ووقوف وتكاثف وتضامن أحرار العالم. 

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
7 أكتوبر/تشرين أول 2025

♦️ المجد لشعب المقاومة
الذكرى السنوية الثانية على ملحمة السابع من أكتوبر

#الإعلام_الحربي