لكن بولا يعقوبيان، النائب في البرلمان اللبناني المنحدرة من أصول أرمنية، نسيت أصلها ولم تصطحب عقلها معها بل حتى أبت أن تأخذ بعقل وطنها الجديد لبنان، واستحسنت عقل “راعي البقر الأمريكي” الذي لم تأخذ منه إلا “البقر”.
أطلت يعقوبيان في مقابلة مع الإعلامي وليد عبود لتُدلي بدلوها الممتلئ بماءٍ عكر، وتُفنّد كيف أن العقيدة الشيعية أخطر من السلاح بحد ذاته. وهي في طبيعة الحال تخاطب الشيعة في لبنان على وجه الخصوص.
ما علاقة الأرمن بالبرلمان اللبناني؟
وقعت أحداث الإبادة الجماعية للأرمن كعرق بين عامي 1915-1923. ووقعت الأحداث الرئيسية خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تم ترحيل الأرمن قسرًا من شرق الأناضول، وتم التنكيل بهم من قِبل الإمبراطورية العثمانية.
تم الاعتراف بالإبادة من قِبل عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وسوريا، ولبنان، إلخ. وعلى إثر هذه الإبادة، هاجر الكثير من الأرمن إلى دول متعددة، ومنها لبنان وسوريا. ولكن لسوء الحظ، اختبرنا الله سبحانه وتعالى “بنائبة” مثل يعقوبيان.
لا أريد الخوض في تاريخ الشيعة والتشيع في المنطقة، وخاصة جبل عامل. ولا أريد أن أمنن أبناء وطننا من الأرمن بأن الشيعة في لبنان على وجه التحديد كانوا من المساندين والمتعاطفين والداعمين لهم منذ أن حلّوا ضيوفًا عليهم، ولاحقًا أصبحوا شركاء يتشاركون الأرض والوطن والخبز والملح.
بل أقول: “حلو الوفاء” ليعقوبيان وأخواتها الذين باعوا الوفاء للعرق والوطن الأم والوطن المضيف.
للأرمن في لبنان حقوق وواجبات حالهم حال أي مواطن لبناني آخر، فهم في بيتهم وبين أهلهم وناسهم. ولكن المعذرة والخجل كل الخجل من حضرة “النائبة” يعقوبيان!
كيف فات الشيعة أن يأخذوا برأيك في ولاية أهل البيت عليهم السلام؟ أو كيف لم يستأذنوا من حضرتك في إحياء مراسم عاشوراء والبكاء على الإمام الحسين عليه السلام؟ أم كيف أغفلوكِ عندما اعتقدوا بأن نصرة المظلوم واجب، وأن الحق حق والباطل باطل مهما كثر مريده؟ أم كيف لم يستشيروكِ في نصرة غزة والقدس، وتحرير الأرض وصون العرض؟
الويل كل الويل لكم يا شيعة! ألا تخافوا الله في إسرائيل وأمريكا؟ ألا تخافوا الله فيمن باعوا الأرض والسماء؟ ألا تخافوا الله من يوم الحساب؟
ما هذه العقيدة الصلبة المتحجرة في وجه إسرائيل؟ ما هذه العقيدة التي تُضحي فيها بنفسك وأهلك لنصرة المظلوم؟ ما هذه العقيدة يا أهل الله؟
ألا تستحون من العالم المتحضر؟ ألا تستحون من البدلة والكرافت؟ ألا تستحون من الغرب؟ ألا تخجلون من كلمة فلسطين وغزة؟
يا مشعوذة الدهر والعصر، اعلمي أن من مر عليه حدث جليل أو على أهله وأحبائه يتعلم منه ويتعاطف مع من مر ويمر به حدث مماثل، ولكنكِ أبيتِ إلا أن تكوني كاليهود الصهاينة الذين بكوا المحرقة النازية بحقهم، وارتكبوا أفظع منها في غزة وفي أطفالها ونسائها وحجرها وشجرها.
عضو أمانة منتدى شباب سيف القدس يوسف كركي .