أفاد موقع “The Grayzone” الأميركي بأن الاتحاد الأوروبي قدّم منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزة، ما يقارب نصف مليار يورو من المنح البحثية لشركات تكنولوجية ناشئة “إسرائيلية”، يديرها ضباط وجنود سابقون في جيش الاحتلال.

وأشار الموقع إلى أن بعض مؤسسي هذه الشركات خدموا في الاحتياط خلال العمليات العسكرية، وفي حالة واحدة على الأقل استُخدمت التكنولوجيا التي طوروها لدعم عمليات الاحتلال في غزة.

ووفق التقرير، فقد منح برنامج “هورايزون”، الذي تصفه المفوضية الأوروبية بأنه “مبادرة بحث علمي لتطوير مجتمع مستدام وقابل للعيش في أوروبا”، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو 475 مليون يورو إلى 348 شركة ومشروعاً بحثياً “إسرائيلياً”. وقد جاء هذا التمويل رغم إدانات كبار خبراء الإبادة الجماعية لما تقوم به “إسرائيل” من جرائم بحق الفلسطينيين في غزة، واعتبار أعمالها “إبادة جماعية”.

وفي عام 2024، حصلت الشركات والمبادرات “الإسرائيلية” على منح بقيمة 220 مليون يورو، وفي عام 2025، الذي شهد إعلان “إسرائيل” خططها للتطهير العرقي وقتل نحو 434 ألف فلسطيني في غزة، استمر الاتحاد الأوروبي في دعم هذه المبادرات بما يزيد على 110 ملايين يورو.

وبحسب “The Grayzone”، منذ إطلاق برنامج “هورايزون” عام 1996، حصلت الشركات والمعاهد البحثية “الإسرائيلية” على نحو 3.4 مليار يورو، ما يجعل إسرائيل أكبر متلقٍ غير أوروبي للبرنامج، في حين اعتبر رئيس “أكاديمية العلوم والإنسانيات الإسرائيلية أن حرمان إسرائيل من هذه الأموال سيكون بمثابة حكم بالإعدام على العلم الإسرائيلي”.

وتشمل المؤسسات “الإسرائيلية” المستفيدة: معهد وايزمان للعلوم، الذي حصل على أكثر من نصف مليار يورو، ويشارك شركات أسلحة مثل “Rafael” و”Elbit Systems”، ويستضيف برامج ماجستير خاصة بالجنود، والجامعة العبرية وجامعة تل أبيب، اللتان تلقتا معاً نحو مليار يورو، ومعهد التخنيون، الذي حصل على 316 مليون يورو ولعب دوراً في تطوير الطائرات المسيّرة التي قتلت الآلاف في غزة، وجامعة بار إيلان، التي تلقت 123 مليون يورو وتحتضن قسماً للأمن والتسلّح، إضافة إلى جامعة بن غوريون، التي حصلت على 121 مليون يورو وتستضيف “معهد الأمن الداخلي” بشراكات مع شركات السلاح.

وشمل التمويل الأوروبي أيضاً هيئة الابتكار “الإسرائيلية” (IIA) التي يترأسها ضباط سابقون، إضافة إلى EIT Hub Israel وIBM “إسرائيل”، التي تدير برمجيات مراقبة الفلسطينيين على الحواجز، فضلاً عن شركات ناشئة مثل SpacePharma، OncoHost، Codium، Wi-Charge، Sightec، NeuReality، Belkin Vision، وNeuroKaire، يقود معظمها ضباط احتياط أو عسكريون سابقون شاركوا في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.

ويؤكد التقرير أن التمويل الأوروبي، المخصص أصلاً للاستخدامات المدنية، يذهب فعلياً إلى أفراد وتقنيات مرتبطة بالجيش “الإسرائيلي”، يستخدم بعضها بشكل مباشر في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.