“الهروب” الذي زلزل الخرائط… ماذا تخفي الغارات السرية وراء العهد بين ثلاثة؟”!
قبل أن يُروى “مشهد الهروب”، وقبل أن تتقاذف الألسن الحكاية بما يوافق أهواءها…
كان هناك عهد بين ثلاثة فقط!
ثلاثة يعرفون أن الساعات التي سبقت الانسحاب كانت أخطر من أن تُترك للصدفة، ومن أخطرها وهو ما لايعلمه أحد أن المنطقة الساحلية وقوى الجيش كانت مرصودة بسيناريوهات ضربٍ غير تقليدية!
سيناريوهات، تُدار من غرف لا تُسمع فيها الأنفاس.. ولكن تعمل الأزرار التي تبيد دولا بأكملها!
المواجهة التقليدية في الحروب الكونية تعني خسرانا ساذجا.. فكيف عُطلت المفاعلات؟!
في تلك الساعات، جرت أكبر عملية إعماء استراتيجي عرفها التاريخ منذ قرون!
إعماءٌ نجح في حرف البوصلة، وإرباك الخرائط، وتكسير “عيون المراقبة” التي ظنّت نفسها فوق قدرة الاختراق.
لم يكن الهدف نصراً سريعاً، ولا انتقاماً مؤجّلاً…
بل أعظم عملية افتداء منظّم تمت دون أن يسقط من الناس إلا أقلّ القليل… مقارنة بما كان مُعدّاً خصوصا للمنطقة الساحلية ولخطوط الجيش:
مفاعلات عملياتية لا تخطر على عقل، وموجات صدمة صُمّمت لتترك الأرض بلا هيئة!
كل هذا وكثير سواه.. جرى افتداؤه بفهم كلمة السر في منظومة “التقية الاستخبارية”، هذه الكلمة هي “ويهرب حاكم الشام”، ومن أجدر منه حاكما ليفكّ شيفرة الإمام التي ألقاها قبل ١٤٠٠ عام لتقع في الأفئدة المؤمنة فتفهم كنهها وجوهرها وفق عقيدة الدين في الصدور لا في السطور؟!
ولأن تفاصيل تلك الساعات ما تزال مختومة بالشمع الأحمر…
يبقى ما قيل للعامة أقلّ بكثير مما جرى خلف الستار.
أما ما سنرويه هنا… فهو وجهٌ آخر للحكاية.
وجهٌ يعرفه من عاش تلك اللحظة، أو من وصلته أصداء العهد الذي لم يُكتب على ورق، لكنه نُفّذ بالدقّة ذاتها التي نُفّذت بها أعظم عمليات الخداع العسكري في التاريخ!
فمن نثر التراب في عيون الأرهاط؟!
ومن شغل الساحة حتى يتخذ النحل بيوته؟!
وكيف وزّعت العهود بين من هاجروا ومن لحقوا.. وبين من بقي من آل ياسر الذين استشهد فيهم المقدس شعبان منصور صائما صيام أهل كربلاء؟!
بعد هذه المقدّمة… نعيد نشر المقال كما ظهر أول مرّة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
تعالوا أخبركم قصة الهروب!
هل هرب الرئيس أم لم يهرب!
سأقول كما تحبون: إنه هرب!!!!!
سأوافق على كل مايقال في هذا المشهد… لكن قبل كل شيء:
أجيبوني عن غار حِراء!
هل هرب الرسول أم لم يهرب؟!!!!
وتخيلوا معي لو أن بني أمية كتبوا عن معترك الهجرة!
كانوا سيقولون: “وحاشاه نبينا الأكرم أن يمسه شيء”!
“أتباع محمد هربوا من مكة إلى المدينة على وقع انتصارات أبطال قريش أصحاب الهمم العالية والذمم الغالية… ولقد ظن محمد ورب محمد أنهم قادرون أن يفلتوا من غضب أبي جهل وأبي لهب وأبي سفيان… فما كان من بني أمية سوى أن أرسلوا خلف محمد ومن هرب معه خيرة الأبطال…
ولولا أن محمدا قد طلب اللجوء إلى الغار لكان اليوم معلقا في ساحة مكة تأكل الطير من رأسه
وكانت هند بنت عتبة سيدة نساء قريش ترقص حوله عارية وتغني “نحن بنات طارق”!
إن محمدا لو لم يكن جبانا لما هرب واختبأ من بطش الفرسان
بل كان قاتل بشرف.. ولو استشهد وهو يقاتل لكان أشرف له وأعظم!”
………………..
وأذكركم… أن محمدا عاد منتصرا وأذل قريش!
لقد هرب الرئيس
عارُنا “عارُ” النبي محمّد
وإنا بما تعيروننا نفخرُ
قد كهف الإله بعبده لما
رهط الفاسدين إثرَه أغبروا
وأغشى عيون القوم لما التجا
لغارٍ سرّه حجيب وأجهرُ
فأمس التجا الرسول كيما نرى
واليوم ابنه على نهجه يأثرُ
….
عارنا “عار” النبي محمد
وإنا بما تعيروننا … نفخرُ!
زنوبيا_الشام/سورية الكبرى

