من ينظر إلى إجتماع المراسل الأمريكي (Office Boy) ويتكوف ووفده مع مجلس الوزراء اللبناني ، ثم إجتماعه مع رئيس الجمهورية وحاشيته المبتسمة دائما بشكل مبتذل للمخلص القادم من وراء البحار ومساعدته “الجميلة والوحش” لنتذكر قباقيب الجامع التي كانت توضع على مداخل الحمامات في المساجد لإستخدامها لإنجاز الوضوء والطهارة قبل الصلاة ، وطبعا هذه الذاكرة مقصورة على من تجاوز عمره الستين قبل إختراع الشحاطات البلاستيكية المستخدمة حالياً والتي تمتاز بطول العمر ، دون أن يدعو لها أحد بذلك ، لعدم تغلغل العفن بها مقارنة بالخشب المعرض للماء ولهم فيها مآرب أخرى لأنها أرحم على الأدمغة من القباقيب.

يقيناً لم أرى موقفاً أنذل من ذلك إلى درجة أنهم تفوقوا على محمود عباس كبير الأنذال وأميرهم الذي حضر مرة إلى إجتماع مفاوضات لم يكن العلم الفلسطيني مرفوعاً بجانب العلم الأمريكي وعلم الإحتلال وطبعاً لم يفتح فمه ولم يعود القهقرى إلى رام الله (مع أنه كان ناوي ولكن لم تتوفر المواصلات ليعود بها فأكمل الإجتماع ودعا عليهم بالهزيمة وشتم أبوهم شتيمة عصماء إهتز لها شنب نتنياهو) . بالعودة إلى لبنان، يقتصر عمل الجميلة والوحش فعلياً على وزير الخارجية فقط وتساهلاً مع رئيس الوزراء وليس مع رئيس الجمهورية المفترض به أن يبقى بعيداً عن النقاشات التفصيلية إلى أن يحين الوقت للموافقة النهائية أو الرفض فلماذا يضيع رئيس الجمهورية هيبته ويجتمع مع مراسلين ليس لهم منصب رسمي في الخارجية الأمريكية سوى وصف “مبعوث” مع أن اللقاء ليس لقاء مجاملة لرئيس دولة؟ في الواقع لم أجد سبباً سوى إحتمال التضامن مع شخص آخر يلتزم بنفس تسريحة الشعر ويزور نفس “الكوافير” ! ثم ألم يكفي كم المهانات التي وجهتها الجميلة إلى لبنان وفلسطين والعرب من على درج القصر الجمهوري لأكثر من مرة؟ ألا يوجد شخص واحد رضع من والدته ليقول لها (Degage) ويرسل رسالة من سطرين للخارجية الأمريكية يقول فيها أن الجميلة هي شخص غير مرغوب به دبلوماسياً (Persona non Grata) ؟ وما الذي يمكن أن يخسره الأنذال لو حصل ذلك؟ طبعاً لا شيء بل سيحسب الخصم حسابهم أكثر.

من جهة أخرى ، لماذا يلتقي المراسل الوحش مع قائد الجيش اللبناني؟ وما هو عمله معه؟ بأي منطق يسمح رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد الجيش نفسه بإجتماع كهذا ؟ هل لأن لحم أكتاف الجيش من خير أمريكا أم لحم أكتاف الأشخاص الأربعة من خير أمريكا؟ أين الأعراف الدبلوماسية يا بشر ؟ هزلت وألف هزلت.

هل إنقرض كل من يشعر بكرامته وكرامة شعبه؟ هل إنقرضت الكرامة والوطنية بحد ذاتها ووصل الحضيض إلى الحضيض؟ هل هذا دليل على أن الله عز وجل “قد إستبدل بهم قوماً آخرون لا يخافونه ولا يرحمونكم ” ؟ التاريخ الحديث مليء بالرجال الذين لم ينحنوا أمام اليانكي عدو البشر ، ولأذكر بعض الأمثلة التي نفتخر بأن نتذكرها ؛

• ترك الرئيس الراحل حافظ الأسد وزير خارجية أمريكا وارين كريستوفر ينتظره لما يزيد عن ست ساعات وعندما حضر الرئيس وإعترض الوزير بأنه وزير خارجية أمريكا ولا يجوز أن ينتظر أجابه الرئيس أن جدول أعماله لا يتسع لمقابلته قبل ذلك .

• طرد الملك الراحل حسين سفير الولايات المتحدة الأمريكية من الأردن قبل مؤامرات أيلول 1970 بفترة وجيزة لتطاوله، مع أن وضع الملك كان في موقف لا يحسد عليه .

• أشار الراحل وليد المعلمي وزير خارجية سوريا إلى وزير خارجية أمريكا وهز أصبعه بوجهه قائلاً “إسمع يا مستر كيري …” دون أن تهتز له شعرة وتكلم بكل ما عنده رغم إعتراضات كيري وبان كي مون في حينه.

• رفض الرئيس الإيراني روحاني مقابلة الرئيس ترامب أو حتى الحديث معه هاتفياً عندما زار الولايات المتحدة لحضور إجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة.

هو مجرد إحتجاج و “فشة خلق” ، والله يعين

زياد زكريا عضو أمانة منتدى سيف القدس

By adam