العالم الجديد وأثره على منطقتنا العربية
يشهد العالم تحوّلات جذرية تُعيد تشكيل موازين القوى، وتفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية والاقتصاد والسياسة. هذه المرحلة، التي يمكن تسميتها بـ”العالم الجديد”، تتسم بتعدد الأقطاب، وتقدّم تكنولوجي متسارع، وتغيرات مناخية تهدد الأمن العالمي.
ولذلك لم تعد منطقتنا العربية بمنأى عن هذه التغيّرات. فدول مثل السعودية والإمارات بدأت فعليًا مشاريع طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، والانتقال من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد قائم على الابتكار والسياحة والاستثمار. وايضاً العلاقات الروسية–الصينية–الهندية التي لا تُشكل دعمًا فعليًا للمشروع العربي ضد إسرائيل، بل تميل هذه الدول إلى موازنة علاقاتها مع الطرفين بما يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية. لذا فهي تُعتبر عائقًا غير مباشر، لأنها:تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل (خاصة الهند والصين)ولا تدعم بفعالية المطالب العربية مثل إنهاء الاحتلال.وتفضل الاستقرار الإقليمي على دعم صراع سياسي.وبالتالي ظهرت التحالفات السياسية جديدة التي ظهرت وأبرزها اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، التي تعكس تغيّرًا في الأولويات الإقليمية، من الصراع التقليدي إلى مواجهة تحديات جديدة مثل التهديد الإيراني أو التنمية الاقتصادية. في الوقت نفسه، تستمر النزاعات في بعض الدول مثل سوريا واليمن، ما يشكل عائقًا أمام الاستقرار الشامل.
التحوّل التكنولوجي هو أيضًا جزء لا يتجزأ من العالم الجديد، حيث تسعى بعض الدول العربية إلى مواكبة الثورة الرقمية، بينما يبقى التحدي الأكبر في توظيف هذه الأدوات لتحسين جودة التعليم والصحة، وبناء جيل قادر على قيادة المستقبل.
في النهاية، فإن قدرة منطقتنا على التكيّف مع العالم الجديد تعتمد على رؤى القيادة، وتمكين الشباب، وتبنّي الإصلاحات الحقيقية. فإما أن نكون فاعلين في هذا التحول، أو متأثرين به دون قدرة على التأثير.

عضو الامانة العامة لمنتدى سيف القدس أد.نجيبة محمد مطهر