يواصل الاحتلال “الإسرائيلي” حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بالقصف الجوي والبري المتواصل، لليوم الـ656 على التوالي، مرتكبًا مجازر مروعة بحق المدنيين، وسط صمت دولي مطبق. وأسفرت هذه الجرائم عن استشهاد 59,106 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 142,511 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي آخر التطورات، استهدفت طائرات الاحتلال ومدفعيته مناطق واسعة في شرقي مخيم البريج وسط القطاع، ودمّرت عمارة حجازي عند مدخل المخيم، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.

كما قُصفت شقة سكنية في حي تل الهوا بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين، بينهم جنين خرج من رحم والدته الشهيدة، إضافة إلى عدد من الجرحى.

وفي منتزه الشاطئ الشمالي، استشهدت طفلة، وأصيب 5 آخرون، بعد قصف خيمة تؤوي نازحين. كما نُفذت عمليات نسف ممنهجة لمبانٍ سكنية في مناطق مختلفة شرق وشمال مدينة غزة وخان يونس، بينما استُهدفت 3 بركسات في شارع شركة الكهرباء شمال النصيرات.

من جانب آخر، تتفاقم كارثة الجوع التي تضرب سكان القطاع منذ مارس/ آذار، مع منع الاحتلال دخول الغذاء والدواء وإغلاق المعابر بالكامل، مما أدى إلى وفاة 101 شخص على الأقل بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم 80 طفلًا، خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة.

وسجلت 15 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة، فيما تنهار أعداد متزايدة من المواطنين بسبب الجوع الشديد، بحسب تقارير “أونروا”.

وتشير “أونروا” إلى وجود مساعدات متكدسة على الحدود، تكفي لإطعام سكان القطاع لمدة 3 أشهر، لكنها تُمنع من الدخول بقرار “إسرائيلي”.

كما أكدت وزارة الصحة أن ما يُعرف بـ”شهداء المساعدات” ارتفع إلى 1,026 شهيدًا و6,563 إصابة، وهم ممن قُتلوا أو أُصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.

أما منذ 18 مارس 2025، فقد بلغ عدد الشهداء نتيجة القصف والجوع 8,268 شهيدًا و30,470 إصابة.

في ظل هذا الواقع، تغص مستشفيات غزة بالمصابين والمُجهدين من الجوع، في وقت تعجز فيه المرافق الصحية المنهكة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية، بينما تواصل قوات الاحتلال استهداف الأطقم الطبية ومركبات الإسعاف، آخرها إصابة طاقم إسعاف بمحيط مستشفى حمد شمال غرب غزة.

هكذا، تتعمق مأساة غزة بين نيران القصف وأنياب الجوع، حيث لا يمر يوم إلا ويسقط فيه شهداء، أطفالًا وكبارًا، جوعًا أو بالقصف، في واحدة من أبشع صفحات الإبادة الجماعية المعاصرة.