راجعوا تطور الأحداث بعد نصر تموز.. ثم حرب سورية وانتصارها.. الروسي أين كان موقعه؟!.. حاولوا أن تتذكروا نشرة أخبار واحدة فيها وزن للروسي… روسيا حضرت إلى المنطقة أواسط ٢٠١٥ بعد أن عرفت أن سورية وحلفاءها غير قابلين للهزيمة.. كانت سورية وحزب الله وإيران قد خاضوا حروبا شرسة واستراتيجية وخطيرة منها تحرير تدمر وحمص وسوى ذلك.. استثمرت روسيا في الموقف.. وهذا ليس خطأ.. وبالتأكيد نحن أيضا كنا نحتاجه.. لكنه كان من إنتاجنا أكثر مما كنا نحتاجه..

روسيا في الحقيقة .. لم تقم بموجبات هذا الاستثمار كما يجب لتحافظ عليه جيدا على الأقل…!!

لم يحدث أن أنقذتنا روسيا من لحظات الانهيار الاقتصادي على الأقل فيما كانت إيران تفعل ذلك بمواظبة تكلفها عشرات أضعاف مايحتاجه الإسناد.. ومن دون أي مقابل.. لسبب بسيط وهو أن إيران كانت تخوض المعركة معنا بوصفها معركتها تماما!المهم…

فجأة سمعتم بعالم متعدد الأقطاب.. كان هذا نتاج انتصار سورية في العشرية الأولى من الحرب.

وأعطى ذلك دفعا لروسيا لتخوض حربها فعمقها الذي يهبها الوزن الديبلوماسي هو الشرق الأوسط وهو قوي..!

هنا يجب أن ندرك بشكل دقيق.. ونفهم ما هو الوزن الديبلوماسي أو الجيوسياسي؟!

هو أهم معايير وأدوات الحرب على الإطلاق..

وبمثال بسيط.. لا تجرؤ دولة ما مثلا على استخدام نوع من أنواع السلاح إلا بمقدار ماتعلم أن وزنها الجيوسياسي يسمح لها بذلك بحيث تكون ردة فعل العدو مضبوطة أكبر قدر ممكن!

وقس على ذلك!

هذه الناحية العميقة تدركها روسيا جيدا.. والعدو أيضا يعرفها..!!

الآن.. في اللحظة الراهنة!

لو ردت روسيا بشكل موجع ومؤذٍ ويوازي ماتعرضت له ليس بدءا بمحاولة اغتيال الرئيس بوتين.. وليس انتهاء بهجوم اليوم الذي يشكل تصعيدا خطيرا علينا وضعه في ميزان “معادلة الوزن الديبلوماسي أيضا”.. فإنها تعلم أن حلف العدو سيقضي على قوتها.. فعمقها ووزنها وأجنحتها وأعمدة قوتها الحقيقية.. غائبة!

فيما تطاولت يد العدو.. وتوسعت أجنحته.. وتوطد له عمقه الذي نازعته عليه روسيا في السنوات الماضية في سورية ومنها إلى الخليج العربي والعالم العربي وصولا حتى إلى القارة الإفريقية التي نفذت روسيا إليها من بوابة الحضور في سورية المنتصرة!

فهل من سبيل لقلب المعادلة!نعم… لكن الثمن باهظ جدا!كي يكتب لروسيا.. أمل بالنجاة!وهذا مايجب أن تدركه روسيا سريعا!

زنوبيا الشام