يا حُرّاسَ القيمِ الإنسانيةِ…

أفيقوا!يا أحرارَ العالمِ…

هل سمعتم صراخَ الطفولةِ تحتَ الأنقاضِ؟

ذاكَ ليس زلزالًا ولا طوفانًا… تلكَ قنابلُ “البيتِ الأبيضِ” تسقطُ على مهادِ الطفولةِ في غزة، وتحوّلُ لعبَ الأطفالِ إلى شظايا، وأحلامَهم إلى رمادٍ تذروهُ رياحُ النفاقِ الدوليِّ وازدواجيةِ المعايير!

أمريكا… راعيةُ القتلِ والفيتو!

من قال إنّ الولاياتَ المتحدةَ راعيةُ حقوقِ الإنسان؟ من زعم أنَّ البيتَ الأبيضَ يحرسُ الطفولةَ ويحمي المواثيق؟

إنها الكذبةُ الكبرى التي تهاوت على أبوابِ غزة، وسقطت تحتَ ركامِ المدارسِ والمستشفياتِ والملاجئ، بفعلِ صواريخَ تحملُ توقيعًا أمريكيًا وسكوتًا أمميًا وختمًا صهيونيًا.

لقد انكشفتْ أمريكا، لا كداعمٍ فحسبُ، بل كشريكٍ أصيلٍ في المجازر، وكراعٍ رسميٍّ لآلةِ الذبحِ الصهيونية، وكحامٍ سياسيٍّ لإبادةِ شعبٍ أعزلَ لا سلاحَ له إلا كرامتُه ومقاومتُه ومآذنُه وسُحنُ أطفالهِ السمراء.

فيتو الموت… أمريكيُّ الهوى والدمِ

كلما حاولَ العالمُ أن يقولَ كلمةَ “كفى”، رفعتْ أمريكا إصبعَها في مجلسِ الأمنِ لتُجهِضَ العدالةَ وتوأِدَ الإنسانيةَ وتُشرعنَ الجريمةَ بفيتو مسمومٍ من ذاتِ اليدِ التي تكتبُ شعاراتِ الديمقراطيةِ وتُبرِمُ صفقاتِ السلاحِ!

إنها أمريكا التي تصرخُ في المحافلِ “نحنُ نؤمنُ بحقوقِ الإنسان”، ثمّ تمضي إلى مصانعِ الأسلحةِ لتجعلَها بضاعةً موتٍ توزَّعُ على أبوابِ غزة، وتُجَرَّبُ على أجسادِ الأطفالِ والرضّعِ والشيوخِ والنساء

!غزّةُ تُسقطُ الأقنعة!

في غزة، سقطتْ أقنعةُ مجلسِ الأمنِ، وهُزِمتْ مبادئُ الأممِ المتحدةِ تحتَ أقدامِ الصهاينةِ المدعومين من واشنطن.

في غزة، تحطّمتْ الشعاراتُ الدوليةُ الجوفاءُ، وتحوّلتْ منظماتُ “حقوقِ الطفلِ” إلى خُرافةٍ تُدرَّسُ في كتبِ الأكاذيبِ الأمريكية.لم يكن هدفُهم أبدًا إنقاذَ الطفولةِ، بل تدميرُ الوعيِ، واغتيالُ الأملِ، وسحقُ المقاوِمةِ بفكرِها وسلاحِها وجذورها.رسالةٌ إلى الضمائرِ الحرةِيا شعوبَ الأرضِ الحرةِ…

إنّ دماءَ أطفالِ غزةَ ليستْ ماءً!إنّ البكاءَ لا يُطفئُ نيرانَ القنابلِ، ولا يشفعُ للساكتينَ عن الجريمةِ.يا كتّابَ الضميرِ، يا إعلامَ النور، يا رسلَ الكلمةِ: أليس آنَ لكم أن تصرخوا بالحقيقةِ؟

أمريكا ليستْ فقط شريكةً في القتلِ، بل هي القاتلُ نفسهُ بثيابٍ ناعمةٍ، ولغةٍ ناعمةٍ، وخطاباتٍ ناعمةٍ، تخفي تحتها أنيابَ الضبعِ ومخالبَ الوحشِ!

في غزة… انكشفتْ المعركةُ الكونيةغزة اليوم ليستْ مجردَ مدينةٍ، بل مِحرقةُ الكذبِ الدوليِّ، وكاشفةُ الخداعِ الغربيِّ، ومحطِّمةُ الهالةِ الأمريكيةِ التي طالما زعمتْ أنها “زُعيمةُ العالمِ الحرِّ”.

أيّ حريةٍ هذه التي تُسكَتُ فيها الأصواتُ المناهضةُ للمجزرة؟ وأيُّ حضارةٍ تلك التي تباركُ قتلَ الأطفالِ باسمِ الدفاعِ عن النفسِ؟

غزة فضحتْ مشروعَ الهيمنةِ الأمريكيِّ، وأثبتتْ أنّ ما يُسمّى بـ”المواثيقِ الدوليةِ” ما هي إلا أوراقُ استخباراتٍ لتنفيذِ الأجندةِ الصهيوأمريكيةِ في السيطرةِ على الشعوبِ، ونهبِ الثرواتِ، وتطويعِ الضمائرِ.

وختامًا…

أيّها العالمُ، إن لم تكنْ أمريكا هي الإرهابُ بعينِه، فمن إذًا؟

وإن لم تكنْ غزةُ هي النبوءةُ الكبرى لصعودِ الحريةِ وسقوطِ الإمبراطوريةِ الكاذبةِ، فمَن غيرُها؟لتسقطْ أسطورةُ الإنسانيةِ الأمريكيةِ، ولتحيَ الحقيقةُ الناصعةُ التي كتبتْها دماءُ الأطفالِ فوقَ جدرانِ غزةَ، لتقولَ للتاريخِ كلِّه:

هنا تُكتَبُ النهايةُ لأكذوبةِ أمريكا… وهنا يبدأُ عصرُ المقاومةِ بصوتِ الطفولةِ وصراخِ البراءةِ ومواقفِ الأحرار!

نعم…

أطفالُ غزّةَ سينتصرون،

فهمُ البُشرى التي تُبشّرُ بسقوطِ الشيطانِ الأكبرِ كما سقطَ النمرودُ تحتَ حُجةِ البعوضة،

وغرقَ فرعونُ في لجّةِ البحرِ برُعبِ عصا،

وقُتِلَ جالوتُ بسهمِ غلامٍ مؤمنٍ يحملُ في صدرهِ يقينَ النصرِ ووعدَ السماء.

وإنَّ الغُلامَ الفلسطينيَّ اليومَ لا يحملُ حجارةً فقط، بل يحملُ إرثَ الأنبياءِ ، وعزمَ المقاومين، وزَخْمَ الأمةِ التي ستُكتبُ ملاحمُها بدماءِ الأطفالِ قبلَ البنادق.

عدنان عبدالله الجنيد أبو الحمزة 🇾🇪