تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ97 على التوالي، ولليوم الـ84 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال تواصل على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والتنكيل والاعتقال.

وأضافت أن المدينة تشهد طوال الليل تحركات نشطة لآليات الاحتلال وفرق المشاة وهي تجوب الشوارع والأحياء، وتعرقل تنقل المواطنين ومركباتهم وتلاحقهم، وتحديدا في الحي الشرقي ووسط ميدان جمال عبد الناصر، ودوار الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس ودوار شويكة، فيما اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة وجابت شوارعها وسط تفتيش وتمشيط، وعرقلة لحركة المواطنين والمركبات.

وفي سياق متصل، يشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما، انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامنا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها، وإجبار من بقي من السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.

وكانت قوات الاحتلال لاحقت أمس الجمعة، المواطنين أثناء محاولتهم الدخول إلى المخيمين لإخلاء مقتنياتهم من منازلهم المهددة بالهدم، وقامت بإطلاق الرصاص الحي تجاههم، رغم سماحها المسبق لهم بالدخول، واحتجزت العشرات منهم بمن فيهم نساء وأطفال، واعتقلت عددا من الشبان بينهم صحفيان.

جاء ذلك، بعد أن أخطرت قوات الاحتلال مساء الخميس الماضي، بهدم 106 بنايات ومنازل في المخيمين خلال 24 ساعة، منها (58) بناية في مخيم طولكرم، و(48) منزلا في مخيم نور شمس، في الوقت الذي تسبب العدوان المتواصل عليهما منذ 97 يوما الى حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

ويواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانه على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.

كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ103 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، الليلة الماضية، قرية جلبون شرق جنين.

وأفاد رئيس مجلس قروي جلبون إبراهيم أبو الرب لـ”وفا”، بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، فيما انتشرت قوة من المشاة في القرية، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز داخلها.

وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الغربي وقام الجنود بتعليق ملصقات على باب المسجد وفي عدة مناطق من القرية تحمل طابع التهديد للأهالي.

وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال.

كما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لأضرار، إما بشكل كامل أو جزئي، جراء العدوان المتواصل وعمليات التدمير المستمرة، كما تشهد مدينة جنين أضرارا كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف.

وتواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية باتجاه المخيم ومحيطه، فيما تشهد المدينة انتشارا يوميا لفرق المشاة في عدة أحياء منها.

ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف نازح.

ويزداد الوضع الاقتصادي في مدينة جنين تدهورا مع تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان، الذي أدى إلى إغلاقات كثيرة للمحال التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة من خارجها، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية، خاصة في الأحياء الغربية، التي تشهد شللًا اقتصاديًا شبه كامل.

ومنذ بدء العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، ارتقى 40 شهيدًا، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.