ضجَّ العالم صبيحة الطوفان كي يلملمَ ما بقي من ماء كدَّسته قوى الاستعمار في بالونٍ كبير اسمه “إسرائيل” أرعب اتساعه وضخامة حجمه وطناً كبيرًا بحجم الوطن العربي، وطناً عظيماً بما يملكه من حيث المساحة الشاسعة والعدد البشري الكبير والمقدرات والخيرات والنِعم الجبّارة التي تجعل منه مصدراً للماء والغذاء والهواء والثروات الطبيعية لكل العالم بالإضافة لموقعه الاستراتيجي الفريد الذي جعله نقطة الوصل الإلزامية لكل الأمم ولا ننسى أنّه وطنٌ مرتبط عضويًّا فيما بينه، تاريخيًّا وحضاريًّا وثقافيًّا و دينيًّا ومن حيث اللغة والنسَب والعِرق وأنه مهبطُ الرسل والأنبياء في كل الكتب السماوية.
إنه بالونٌ ذو غشاء رقيق ومرن لا يملؤه إلا الماء الذي ما امتلأ لولا روافدُ أنهار هذا الوطن، فعطش الوطن وخاف من البللِ في نفس الحين !
فجاء الطوفان ليعالج الماء بالماء وليظهر لهذا الوطن بأن الماء ماؤنا، وليذكِّرنا بأن الله قد خلقه ليجعل منه كلَّ شيء حي.. أي أننا نحيا منه ولا نموت إذا تعرضنا للبلل.
خدعة رسمها الاستعمار وسيطر على عقول أبناء هذا الوطن ليرهبَنا ببالونٍ أزرقَ حتى انفجر في الطوفان، فهرع المستعمر كي يلملمه بكل ما استطاع من قوة وحيلةٍ على مدى سنة وأربعة أشهر، فلم يتبقى من كل الماء سوى قطرة.
قطرةٌ بحجم ما تبقى من رقعةِ أرضٍ أصغر من الأرض التي كان يُظلُّ عليها ذاك البالون، فقد كان يُظل على غالبية الوطن العربي، أما الآن فهو لا يغطي الأراضي القابعة تحت سيطرة الكيان، فما عاد للمستوطنين الرغبة ولا الجرأة على أن يعاودوا العيش في مستوطنات الشمال مثل كريات شمونة ولا حتى في غلاف غزة المدمرة الجريحة.
قطرةٌ متجهة للضياع حتمًا حتى وإن لم تتعرض لطوفان آخر، قطرةٌ تغلي، وحتى لا تتبخر إثر ذاك الغليان، جاءها الدعم والمدد الأمريكيين كي يدفعها لأن تتوسع في سوريا العربية ظنًّا منهم أنها تكبر، بل هي تتمدد وفي تمددها تتبخر بسرعة أكبر حتماً.
أما الوطن العربي الذي عاش به نوح بعد الطوفان العظيم سينعم حتمًا بعد طوفان الأقصى وستنبت أرضُه من مائه الخيرَ ، كلَّ الخير للوطن الأكبر.
” بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون ” صدق الله العظيم
صلاح الدين حلس