-ما زالت المنطقةُ محكومةً بصراعٍ أمنيٍّ استخباراتيٍّ عميقٍ جدّاً، وهو صراع لم يُحسمْ حتّى اللحظةِ، بالرغمِ من تمظهرٍ غيرِ واقعيٍّ وغيرِ حقيقيٍّ له، حيثُ تُسوّقهُ أطرافٌ على أنّهُ تعبيرٌ ناجزٌ تماماً، عبّرَ عن انتصارِ مشروعٍ وتقدّمهِ على حسابِ مشروعٍ آخر!!..

-لقد أثبتت الأيّامُ القليلةُ الماضيةُ، أنَّ هذا الفهمَ ليس دقيقاً وليسَ واقعيّاً، كونَ أنَّ الصّراعَ العميقَ في جوهرِهِ، لم يُحسم ولم يعبّرْ عن نتائجَ حقيقيّةٍ فيه، بمقدارِ ما يؤكّدُ على أنَّ سياقاتِ نتائجِ الصّراعِ ذاتها، ما زالت خاضعةً لمروحةِ احتمالاتٍ مفتوحةٍ وواسعةٍ!!..

-إنَّ الإدارةَ الأمريكيّةَ الجديدةَ، فيما تطرحُهُ وتُقدّمُهُ، من مواقفَ وتصريحاتٍ عديدةٍ ومتتاليّةٍ، يؤكّدُ أنَّ جسمَ القطبيّةِ الأحاديّةِ يتصدّعُ داخليّاً، في أكثرَ من مكانٍ وموقعٍ وعنوانٍ، ويَدفعُ المنطقةَ إلى مواجهةِ استحقاقاتٍ قادمةٍ غيرِ محسومةٍ حتّى اللّحظةِ!!..

-لهذا فإنّنا نعتقدُ، وبناءً على ذلك، أنَّ ما نتجَ على مستوى المنطقةِ، لم يكنْ من خارجِ التّصدّعاتِ التي أصابتْ جسمَ هذهِ القطبيّةِ، ولو أنّهُ يبدو في بعضِ ظاهرِهِ غيرَ ذلك، لكنّهُ في جوهرِهِ، كانَ ولمّا يزلْ، جزءاً من سياقِ وعناوينِ الصّراعِ، وليسَ ناتجاً من نتائجهِ!!..

خالد العبّود..