بيان نعي القادة الشهداء صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم الشهيد القائد الكبير، الفدائي الفلسطيني، محمد الضيف (أبو خالد) قائد هيئة أركان كتائب القسام، شهيد فلسطين والمقاومة والأمة العربية، الذي شكّل على مدار عقود كابوساً للاحتلال ورمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية، والذي استطاع بعقله المدبر وحنكته العسكرية أن يُلحق بالعدو ضربات موجعة جعلته يُطارد اسمه قبل جسده، حتى تحول إلى كابوس دائم للمؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية.
لقد كان القائد الضيف عنواناً للتخطيط الدقيق والعمل المقاوم النوعي كما حدث في إطلاق معركة طوفان الاقصى، ونجح في تحويل المقاومة إلى قوة منظمة ومدربة أرهقت الاحتلال وأفشلت حساباته في أكثر من محطة.
كما تنعى الجبهة الشهيد القائد مروان عيسى نائب قائد أركان القسام الذي شكّل مع الضيف ثنائياً استثنائياً في العمل المقاوم، وكان له دور مركزي في تطوير قدرات المقاومة وتعزيز بنيتها القتالية؛ فقد كان رجل الظل الذي خطّط وأشرف على عمليات نوعية كبرى، وأسهم في بناء منظومة المقاومة التي تتحدى العدو اليوم بكل قوة.
كما تودع الجبهة ثلة آخرين من القادة العظام غازي أبو طماعة، ورائد ثابت، ورافع سلامة، الذين شكّلوا عماد العمل العسكري للمقاومة، وساهموا في تطوير قدراتها القتالية، ليتركوا بصمات خالدة في معركة التحرير المستمرة.
إن استشهاد هؤلاء القادة -رغم فداحته- لن يُضعف المقاومة، بل سيزيدها إصراراً وعنفواناً، وسيكون دمهم وقوداً لاستمرار المعركة حتى كنس الاحتلال عن أرضنا.
إن العدو واهم إذا ظن أن باغتيال القادة يستطيع وقف المسيرة، فقد أثبتت التجربة أن المقاومة قادرة على تجاوز الضربات وتعويض القادة بالقادة، والاستمرار في إيلام العدو وتصعيد الاشتباك معه حتى التحرير.
وفي هذه الخسارة الفادحة تتقدم الجبهة الشعبية باسم أمينها العام ونائبه ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية بأحر التعازي إلى الأخوة في قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكتائب الشهيد عز الدين القسام وإلى عوائل الشهداء وأبناء شعبنا الصامد، مؤكدة أن دماء هؤلاء القادة ستظل نبراساً ينير درب المقاومة، وأن الرد على هذه الجريمة لن يكون إلا بمواصلة المقاومة وبمزيد من الضربات الموجعة في عمق كيان العدو.
المجد والخلود للشهداء القادة الأبطال والمقاومة مستمرة حتى النصر والتحرير والعودة