بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائدنا ونبينا محمد الأمين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ورضيَ الله على صحبه الأخيار المنتجبين، وعباده الصالحين والشهداء والمجاهدين.

إن الواجب الشرعي حتّم علينا الامتثال لأمر الباري عز وجل: (وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً)، لدفع شرور الأعداء عن أمتنا، وبالأخص عن أهلنا في غزة الصمود، فما كان هذا الأمر الإلهي إلا تأكيدًا على حتمية الوقوف في وجه الظلم مهما بلغت التضحيات، ولأجل ذلك قدمت جبهة الحق الشهداء، قادةً كبار ومجاهدين أبطال، وبكل فخر كان في مقدمتهم ممن (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) شهيد الإسلام السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه).

وقد فشل الكيان الصهيوني في كسر إرادة المجاهدين، وإخضاع الشعب الفلسطيني، على الرغم من تقديم الدعم الأمريكي اللامحدود، مع ما ارتكبوه من وحشية مطلقة بحق شعبٍ أعزلٍ قل نظيرها في تاريخ الإنسانية، إلا أن الصهاينة كُسروا كسراً لن يُجبر أبدا، أمام الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وشعبها الصابر، الذي أصبح رمزاً عالمياً للإرادة والتحدي، وشاهداً على الشعوب الحية التي لا تتنازل عن حقها، مهما بلغ العدو من القوة والغطرسة، (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
  إن الفلسطينيين إخوتنا، وقضية القدس قضيتنا، وإعادة أرض فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر هدفنا، وهدف كل شرفاء الأمة وأحرارها، وهو ما يستدعي عدم الغفلة عن الصهاينة -فهم أهل الغدر- وإبقاء المجاهدين في أتم الجهوزية للمرحلة الجديدة في مواجهة قوى الشر، فلا مجال للتهاون بالدفاع عن مقدساتنا، حتى يعود الحق لأصحابه، (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
 
(سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)

المقاومة الإسلامية
كتائب حزب الله
الأمين العام أبو حسين الحميداوي

18 رجب 1446 هـ
19 كانون الثاني 2025 مـ