الفرق بين المعارضة الوطنية والخيانة يمثل مفارقة حاسمة في السياق السياسي. فالمعارض الوطني هو شخص يضع مصلحة الوطن فوق كلِّ اعتبارٍ، ويعمل على إصلاح النظام أو تغييره بطرق تخدم الشعب وتحقق العدالة والتنمية. إنه حريص على حماية استقرار الوطن وسلامته، ويؤمن بأن التغيير يجب أن يكون بنَّاءً لا هدّامًا.

في المقابل، الخيانة تتجاوز حدود النقد البنَّاء إلى أفعال تهدف إلى تقويض الدولة نفسها. الخائن يضع أهدافه الشخصية أو مصالح جهات خارجية فوق مصلحة الوطن، ولا يتردد في التضحية باستقراره وسلامته من أجل إسقاط النظام، بغض النظر عن العواقب الكارثية.

هذا التمييز ضروري لفهم طبيعة الصراعات السياسية. فبينما تُعتبر المعارضة الوطنية جوهر الحياة الديمقراطية ومحركًا للتغيير الإيجابي، تشكل الخيانة تهديدًا وجوديًّا للدولة، مما يتطلب وعيًا شعبيًا وإرادةً سياسيةً للتفريق بينهما.

أحمد كمال-القدس