سورية..أمّ البنين.. كلمة في محراب الشهادة!
مهولاً كان المشهد في سورية… يكفي أن كل شرفاء بلادنا الأبية أصابهم الهلع على مصير سورية أكثر مما أصابهم في أي وقت مضى خلال هذه المرحلة من المواجهة مع العدوّ.. أعني خلال ملحمة الطوفــ.ان العظيمة!!!
تمهّلوا أيها الأحبّة… دعكم من سيول النفاق والكذب التي أغرقت وسائل الإعلام والتواصل… تعالوا أقول لكم الحقيقة!
راجعوا الأيام الأولى التي ملك فيها الذعر غالبية السوريين الأحبة.. راجعوا أن هول المشهد قد ساعدنا في لملمته والإمساك به في الدرجة الأولى إخوة التراب في فلسـ.طين الحبيبة!
كثيرة هي الرسائل التي وصلتني ووصلتكم جميعا من فلسـ.طين خصوصا!
العجيب فيها أن هؤلاء الأبطال الشرفاء اليوم فقط شعروا بالهلع والخوف!
راودني السؤال بقوة.. لماذا؟!
راقبوا صفحات الغالبية التي فجأة صارت تنبض على وقع الميدان في سورية.. تدعو لقائدها وجيشها وشرفائها!
ساذجة فكرة العــ.دو أن يغيب غزة بسورية!
فما حدث يقول لنا بأن أهل غزة وكل فلسـ.طين تعاظمت في قلوبهم كما في قلوب كل الشرفاء في المحور “قضيتنا”
قضيتُنا لا جغرافياً وميدانيا.. قضيتنا فيمن يحفظُها ويصونها وهو سبب استمرار نبضها!
فجأة كان امتحاننا في سورية تجلياً عظيماً للحقيقة في أرواح أبناء بلادنا الأبية!
فكل الأبناء وجلت قلوبهم على أمهم.. على أم البنين سورية!
ابتهالات الأيادي اللائذة بأبواب السماء تدعو: يااااربّ سورية، فهي أم القضية.. يااااااربّ سورية.. فهي أمّ البنين!
هل تعرفون لماذا خاف الجميع فجأة؟!.. ليس لأن سورية ضعيفة ولا لأنها رجالها تنقصهم البطولة.. بل لأن ماقد يصيب سورية سيُلقى على كاهل القضية وبنيها!
يعرف مقاوم أن الأم قد لا تعود قادرة على إمداده بما يحتاج ليقاتل لا قدر الله إن نال منها العدو.. ويعرف مدني صبر في غـ.زة ولبنان أن خيمته قد لا تستطيع إيواء بلاده حتى لو استشهد هو وحتى عشرات الآلاف من المضحين الأبطال!
يا أيها السوريون الشرفاء تتوضأون في دمشقنا لتصلوا في قدسنا.. إن بَنيْ شآمنا اليوم ضارعون كما لم يكونوا في أي وفت مضى وتحت وطأة أي صرف من صروف الحرب.. كي تنتصر سورية فتتجلى كل إنجازاتهم العظيمة الماضية!
يا أيها السوريون الشرفاء.. إن في خيام النازحين في غـ.زة الحبيبة الصامدة تحت قارس الشتاء وويل القصف المجرم الصهيـ…وني أطفالا ونساء وشيوخا يصبرون ويدعون: كوني دمشق فلا يعبرون!
يا رجال جيشنا العربي السوري العظيم الباسل.. يا أبناء الشمس في معقلها وعرينها.. إن كلّ ما أنجزته دماء شهدائنا بدءا من نضال جنود ومرورا بالطفل الغزاوي يوسف الجميل ووصولا إلى أقدس شهدائنا سماحة اليقين هو وديعةٌ أنتم صائنوها.. وأنتم ملبّوها.. وأنتم آخذوا ثأرِها.. وأنتم صائغوا سبائكِ نصرها وعزها ومجدها وشرفها!
يا رجال الله على الأرض.. أنتم خواصُّ أمّ البنين سورية.. وأبناؤها رسلٌ في الأرض من دمشق إلى بيروت إلى القدس إلى طهران وصنعاء وبغداد وكل مكان حر في العالم… ولكنّكم خواصّها الميامين.. منكم كانت أعظم بداية.. بنعوشكم وجراحاتكم وبخور جهادكم وثباتكم.. جسَرتُم للأبطال طريقا إلى الطوفان العظيم…
وعندكم ستكون أعظم نهاية فإن الله لم يحرمكم ما غلت به أرواحكم وأنتم تقولون متى نثأر..؟!
يا حبّآت قلوبنا يا أيها الطهرُ الذي صاغكم الله منه وجوهاً نيرة وجباهاً شامخة وزنوداً خيرة.. يا أبناء النور وأسياد النار
قلوبنا في الميدان تحت وطأة أقدامكم الشريفة.. وبها ستذلون عدونا قبل الزوال.. وستكون فيكم لا حجج الله وبراهينه فقط.. بل آيات نصره المبين وفتحه العظيم ووعده المقيم!
ومن شآم الأسد القائد المؤمن المتين الذي لم يفرّط يوما إلى كل من تبتهل قلوبهم بالدعاء لسورية.. لكم سلام.. ولن تخذلكم أمّكم أيها الشرفاء.. لن تخذلكم سورية الحبيبة بأبطالها وقائدها وشرفائها!
فقد صدقتم.. نعم.. هي سورية أمّ البنين.. وسترون أمّكم منتصرة شامخة عزيزة.. وتأخذ بثأركم.. وتذل عدو الله والوطن.. ليكون ذلك درب الوضوء في الشام.. ثم موعد الصلاة في القدس!
شهداء جيشنا العظيم عروجاً على طريق القدس!
وهل في القدس بخورٌ أغلى من بخور الشام؟!
كوني دمشقُ.. فلا يعبرون.. يا أمّ البنين!
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق