انعقد المؤتمر الدولي للتضامن مع فلسطين في العاصمة الفنزويلية – كاراكاس وذلك في يوم السبت 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بحضور الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو، ومشاركة كل من المناضلة الفلسطينية الرمز ليلى خالد، وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، النائب العام الفنزويلي طارق وليم صعب، مديرة شبكة الميادين باللغة الإسبانية وفيقة إبراهيم، المفكر والصحافي البرازيلي برينو ألتمان، والمناضلة الفنزويلية من أجل فلسطين هندو أنديري.

أكّد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، خلال كلمته في المؤتمر  أن القضية الفلسطينية هي القضية الأكثر عدالةً للإنسانية اليوم، قائلاً: ”إذا استعرضنا قضايا النضال الموروثة من القرن الماضي، لصنع عالم عادل، فإن القضية الفلسطينية وحقها في أن تكون دولة مستقلة وكاملة وعادلة معلقة”، مُشدّداً أنها القضية التي توحد الإنسانية. ومكرراً عدة مرات خلال خطابه بأن ”فنزويلا هي فلسطين“.

وندّد مادورو قائلاً : “إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين مدعومة وممولة ومسلحة من قبل الإدارة الإمبريالية الأمريكية، بتواطؤ من أوروبا واليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية”.

واقترح الرئيس مادورو إنشاء شبكة اتصالات قوية من أجل حقيقة الشعوب، وخلق إجماع جديد من أجل فلسطين موضحاً أن شبكات الاتصالات العالمية متحدة لاستعمار بلادنا، وأن هذه الأداة القوية تأتي مباشرةً إلى الهاتف. ليس فقط من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. بل أن الذكاء الاصطناعي ينظّم الحملات العالمية لحروب الاتصالات، مُشيراً أنهم يصنعون مجزرة معرفية. وعلينا أن نصنع شبكات اجتماعية بديلة. للدفاع عن أطفالنا من الشبكات الغربية المسمومة.

وأضاف مادورو بأنه ” هناك حاجة إلى إجماع أكبر بين دول العالم لصالح حرية الشعب الفلسطيني، وتساءل عن موقف الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الذي كان مؤيداً  لإسرائيل الصهيونية التي تروج للإبادة الجماعية في غزة. وتابع بأن “القضية الفلسطينية هي قضية إجماع عالمي، وتحتاج منا إلى بذل المزيد من جهود  وتضامن شعوب العالم، شباب العالم، شباب أفريقيا وآسيا وأوروبا، قضية تجوب العالم من أجل حرية الشعب الفلسطيني“.
 واختتم كلمته بأن ”كل فنزويلا هي فلسطين، وفي نضالها ضد الاستعمار، عاجلاً وليس آجلاً سنعود إلى القدس منتصرين“.

بدورها سلّطت المناضلة والقيادية الفلسطينية ليلى خالد الضوء على المبادرة الفنزويلية بمشاركة وفود من أكثر من 52 دولة، وأدانت ممارسات الاحتلال في قطاع غزة مُشيدةً بعمل الرئيس مادورو قائلةً: ”يا رفيقي، نحن فخورون بك، كما نحن فخورون بأننا فلسطينيون“، مشددةً أن التضامن مع فلسطين يجب أن يصبح هجوماً ضد الإمبريالية والصهيونية والفاشية.

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان جيل، أن هذا الاجتماع جاء للتفكير العالمي بعد أكثر من عام من المجازر الإسرائيلية في غزة، مُشيراً أن التضامن الدولي مع فلسطين يجب أن يصبح هجوماً ثورياً عالمياً ضد الإمبريالية والاستعمار والصهيونية والفاشية.

وقال وزير الخارجية في المؤتمر “إن هجمات الإمبريالية والصهيونية ضد هذا الشعب الفلسطيني، في محاولتها للهيمنة، هي نفسها التي تواجهها شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.”
وبيّن أن الوقت قد حان لوحدة الشعب الفلسطيني والمضي قدماً معاً لهزيمة الإمبريالية والاستعمار والفاشية، ويجب على جميع المناهضين للإمبريالية أن يكونوا في تعبئة دائمة من أجل القضية الفلسطينية. فهذه هي المعركة الأصعب والأشد التي تخوضها الشعوب ضد الإمبريالية.

 وأعرب جيل عن يقينه بأن الشعوب ستنتصر في هذه المعركة، مُشدّداً أن أهم شيء الآن هو ضمان أن يتحقق هذا النصر في أقرب وقت ممكن، وأن يتم تقديم المسؤولين عن محاولة إبادة الشعب الفلسطيني إلى العدالة، مُطالباً بوقف الحصار العسكري والمجازر، حتى تتمكن العائلات الفلسطينية من العودة إلى منازلها.

وأفاد أنه يجب على الإنسانية أن تعطي اعترافاً دائماً بالمقاومة الفلسطينية التي تشكل حاجزاً أمام محاولة الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على منطقة غرب آسيا. وقال “إن الشهداء الفلسطينيين هم شهداؤنا وانتصار فلسطين سيكون انتصاراً للإنسانية والحق والعدل”.

كما أكّد جيل على حق فلسطين في حريتها وسيادتها، وبناء مستقبل مزدهر بمواهب أبنائها وثقافتها العريقة. ففلسطين الصامدة منذ آلاف السنين لا تتطلب التضامن فحسب، بل تتطلب أيضاً دعماً والتزاماً ملموساً.

وذكر أن النضال من أجل فلسطين ليس صدقة لشعب يتعرض للمجازر. إنه نضال شعوبنا جميعاً، لأن هجمات الإمبريالية والصهيونية التي تتعرض لها فلسطين اليوم هي نفسها التي يعاني منها الشعب الفنزويلي وشعوب أمريكا اللاتينية والشعوب الأفريقية، مُشيراً إلى أن جرائم الصهيونية هي جزء من محاولة الإمبريالية للحفاظ على هيمنتها من خلال استخدام الجيب العسكري والسياسي الذي وضعته منذ عقود في غرب آسيا وهو الكيان الصهيوني للهيمنة على الموارد الطبيعية في المنطقة.

المصدر:الهدف الإخبارية