مع اندلاع الحرب الكونية على سوريا، لعب الإعلام المعادي دورًا محوريًا في تضليل الرأي العام عبر نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، بهدف ضرب الروح المعنوية لشعبها ومؤيديها. هذا الإعلام الغربي وأذرعه الإقليمية ساهم في خلق صورة مزيفة عن الأوضاع الحقيقية، ما أدى إلى سقوط العديد من الناس في فخ التضليل..

أحد أبرز الأكاذيب هو الادعاء بأن ما حدث في سوريا كان ثورة شعبية ضد نظام مستبد. لكن الواقع أن سوريا قبل الحرب كانت تسير بخطى ثابتة نحو النمو الاقتصادي والاجتماعي. فقد ارتفع الناتج الداخلي الخام من 19 مليار دولار عام 2000 إلى 60 مليار دولار عام 2011، وزاد الحد الأدنى للأجور بنسبة 300%. كما تم بناء مئات المستشفيات والمدارس، وانخفضت نسبة البطالة من 28% إلى 12%. بالإضافة إلى ذلك، كانت سوريا قبلة للطلاب العرب الذين كانوا يدرسون فيها دون تأشيرات. ولم يكن اقتصادها مثاليًا، لكنه كان مكتفيًا ذاتيًا ويمضي في مسار تنموي واضح. أما ما سُمّيت “ثورة”، فقد كان تمويلها خليجيًا، وسلاحها أمريكيًا، ودعمها اللوجستي تركيًا، ومقاتلوها من عشرات الجنسيات، بينما كان السوريون أقلية بينهم.

كما زعمت الدعاية المعادية أن الأحداث كانت ثورة من أجل الحرية، لكن الحقيقة أنها كانت حركة وهابية تكفيرية، رفعت منذ يومها الأول شعارات طائفية مثل “العلوي عالتابوت والمسيحي ع بيروت”. هدفها الحقيقي كان تدمير سوريا ومعاقبتها على هزيمتها لإسرائيل وإذلالها جيشها في عامي 2000 و2006.

ومن بين الأكاذيب الشهيرة قصة الطفل حمزة الخطيب وأطفال درعا، التي تم استخدامها لإثارة التعاطف الدولي. لاحقًا، كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية أن مراسلها كلاس ريلوتيوس فبرك هذه الروايات بالكامل.

أما الاتهامات باستخدام السلاح الكيميائي، فكانت تُفبرك بشكل متكرر عشية زيارات الوفود الدولية إلى سوريا، حيث أثبتت التحقيقات أن منظمة “الخوذ البيضاء”، المرتبطة بجبهة النصرة، هي من دبرت هذه المسرحيات لتشويه سمعة الجيش السوري.

رغم الدعم الذي قدمته روسيا وإيران وحزب الله، يبقى الجيش العربي السوري القوة الأساسية التي صمدت على الأرض. التدخل الروسي لم يبدأ إلا في عام 2015، بعد حوالي خمس سنوات من اندلاع الأزمة، وحزب الله أرسل من مقاتليه ما احتاجته الجبهة في 2013.

كما أن ما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة” كان خدعة إعلامية روجتها إدارة أوباما، حيث تم تصوير جماعات مثل جبهة النصرة وحركة نور الدين زنكي، المعروفة بجرائمها البشعة، على أنها معارضة شرعية. في الواقع، هذه الجماعات لم تختلف عن داعش إلا في مرجعية القيادة، لكنها تشترك في الأيديولوجيا الدموية نفسها.

إن ما حدث في سوريا لم يكن ثورة شعبية أو حركة تطالب بالحرية، بل كان مؤامرة دولية تستهدف تفكيك دولة ذات سيادة ومعاقبتها على مواقفها الوطنية والقومية. سوريا اليوم تقدم درسًا في الصمود والتحدي، رغم كل ما تعرضت له من تضليل وحرب شاملة.

نذير محمد-تونس